صريح صالح القاز

د. صالح صريح القاز / لا ميديا -
نتنياهو في مأزق القبول أو عدم القبول بالصفقة مع حماس. كيف ذلك؟
إن قَبِل بالصفقة وتراجع عن خيار الحرب، فإن ذلك سيفيد الكيان «الإسرائيلي» بشكل عام؛ لكنه في الوقت نفسه قد يدفع أقرب حلفائه في تكتل اليمين المتطرف، وهما ‎سموتريتش وبن ‎غفير، للانسحاب من الائتلاف الحكومي، الأمر الذي سيؤدي إلى سقوط حكومته فوراً.
هذا هو ما يخشاه نتنياهو؛ لأنه سيُبرز فشله في تحقيق أهداف الحرب التي أعلنها قبل أكثر من 17 شهراً، وتسببت في خسائر فادحة لـ»إسرائيل»، وكان قد برر استمرارها بالتزامه بتحقيق تلك الأهداف. عندها، سيتلقى ضربة موجعة في رصيده السياسي، وقد ينتقل من كرسي رئاسة الحكومة إلى داخل قفص المحاكمة.
أما إذا رفض الصفقة وأصر على مواصلة الحرب، فإن ذلك قد يحافظ على بقاء الحكومة إلى أجل ليس ببعيد؛ لكنه يعني استمرار استنزاف «إسرائيل» دون نتائج ملموسة ومنطقية تُقنع الداخل «الإسرائيلي».
وستجد المعارضة في ذلك فرصة متجددة لتأجيج الشارع وزيادة الضغط عليه، بحجة تعريض الأمن القومي «الإسرائيلي» للخطر، الأمر الذي قد يُفاقم التوترات السياسية والاجتماعية، ويدفع الكيان «الإسرائيلي» نحو اضطرابات داخلية تفضي إما إلى حرب أهلية وإما إلى عصيان مدني يُعطِّل مؤسسات الكيان «الإسرائيلي».
وما يُعزز تقديرنا هذا هو أن قبول نتنياهو بالصفقة السابقة جاء تحت ضغط المعارضة، والشارع، وعائلات الأسرى، بينما جاء انقلابه على الصفقة نفسها -قبل تنفيذ بنود المرحلة الثانية منها- نتيجةً مباشرة لضغط بن غفير وسموتريتش؛ إذ أعلن الأول انسحابه، وكان الثاني على وشك الانسحاب، لولا وعود ‎نتنياهو وضماناته لهما، ليعودا إلى صفوف الائتلاف بعد استئناف الحرب.
أمام هذا التعقيد، فضلاً عن التوتر القائم في العلاقة بين نتنياهو وإدارة ‎ترامب، يمكن القول بأن نتنياهو يقف اليوم أمام خيارين، كلٌّ منهما أمرُّ من الآخر.
ولكننا ما زلنا لا ندري بدقة: هل إنّ ساعات نهاية نتنياهو السياسية قد اقتربت؟ أم أنه ما يزال يمتلك القدرة والفرصة لاستخدام الحيل والمناورات والتسويفات التي تؤجِّل سقوطه؟

أترك تعليقاً

التعليقات