جذور الفساد
 

ابراهيم الوشلي

إبراهيم يحيى / لا ميديا -
الولاء للوطن لا يعني -بأي حال من الأحوال- الولاء للحكومة.
لذلك سترونني أنتقد حكومتنا كثيراً، وأتحدث عن فشل وفساد مسؤوليها دون مجاملة أو مداهنة.
نعم أنا لا أنكر ذلك، وسأنتقد الجوانب السلبية في حكومة صنعاء بالفم المليان وأمام الجميع.
لكن أن يخرج أحدهم في وجهي ويقول لي: “سلام الله على عفاش” فهذه وقاحة وبجاحة لا حد لها، وصاحبها بحاجة إلى تأديب وصفع حتى يصبح رجلاً؛ ويترك الاستحمار والاستغباء.
إن كان لديك (عقل) في رأسك فلن تقول هذه الجملة، ولن تذكر النظام البائد بأي خير، لأنه سبب رئيسي في المعاناة التي نعيشها حالياً...
ماذا قدم عفاش لليمن طوال 33 عاماً؟ هل أسس بنية تحتية قوية يستند عليها البلد؟ هل بنى مستشفى واحداً محترماً؟ هل أسس نظاماً تعليمياً راقياً يرتقي بالوطن؟ هل حارب الفساد في الدوائر الحكومية وقضى عليه؟
بل على العكس تماماً، كان يحارب ويهدم كل الرؤى والمشاريع الإيجابية التي من شأنها أن تخدم الوطن دون مصلحته الشخصية.
نحن دولة تتمتع بموقع استراتيجي يتحكم بالتجارة العالمية، ولدينا من الثروات النفطية والغازية والمعدنية والسمكية والزراعية ما يجعلنا من أقوى اقتصادات العالم.
لكن عفاش جعلنا دولة فقيرة متسولة تجوب الدول وتطرق الأبواب بحثاً عن المساعدات والهبات.
نحن لسنا أغبياء، وندرك جيداً أن الفساد الموجود حالياً لا يُقارن بالفساد المرعب الذي كان يمارسه نظام عفاش.
الحقيقة أن نظام عفاش هو من زرع الفساد في كل الدوائر والمؤسسات الحكومية حتى جعله ثقافة سائدة، ونحن الآن إنما نعاني من جذور الفساد التي خلفها عفاش وراءه، بالإضافة إلى ممارسات تحالف العدوان وحصاره الجائر علينا.
الفقر والبطالة والجوع وكل هذه الظواهر منتشرة من أيام عفاش، والناس يأكلون من القمامة من أيام عفاش، وأتحدى أي شخص أن ينكر هذه الحقيقة.
إلا أن جرائم تحالف الشر من حصار وقطع للمرتبات أسهمت في تفاقم الوضع وزيادته سوءاً، بالإضافة إلى فشل حكومة صنعاء وتجاهلها معاناة المواطنين.
المهم.. من يشاهد الوضع المزري في قطاع الصحة فقط سيعرف حقيقة نظام عفاش الفاسد والانتهازي.
ليس لدينا مستشفى واحد بالمعايير المقبولة أيها الناس..!
آلاف المرضى اليمنيين يتبهذلون في الخارج بحثاً عن علاج، وآخرون يخطفهم الموت وهم هنا تحت الحصار.
حتى مصر التي تفتح أحضانها لكل الدول حرمت اليمنيين من الدواء برغم أنهم أقرب الشعوب لها، ذلك أن العقلية الانبطاحية التي تدير الدولة المصرية بيد أمراء الخليج.
وضع مؤسف والله، ومن يتربعون على سدة الحكم اليوم لديهم فرصة كبيرة لدخول التاريخ باستغلال مساحة جامع الشعب الخلفية والساحة المجاورة والتخطيط لبناء أكبر مستشفى للأورام واستقطاب الكوادر والكفاءات الطبية.
لا تشيدوا المشروع الآن، فنحن ندرك صعوبة المرحلة في هذا التوقيت، ولكن ارسموا هذا المشروع كخطة مستقبلية على مرأى ومسمع الشعب، واجعلوا تنفيذها أولوية ضمن رؤية “يد تحمي ويد تبني”.
ثم نفذوها فعلاً، فهذه هي المشاريع التي تخدم المجتمع وتجعله يدعو بالخير لأصحابها ومنفذيها.
كونوا رجال دولة قولاً وفعلاً، والمهم ألا تجعلوا هذا المشروع مثل أكذوبة عفاش الذي قال ذات مرة منتشياً إنه سيولد الكهرباء بالطاقة النووية..!

أترك تعليقاً

التعليقات