موت النخوة..!
 

ابراهيم الوشلي

إبراهيم الوشلي / لا ميديا -

كبرنا ونحن نسمع أكذوبة أن الجني أو العفريت يمكنه أن يبدو بهيئة إنسان أو حيوان أو أي جسد آخر، وطيلة حياتي لم أقابل ـ ولو مرة واحدة ـ جنياً متحولاً أو ما شابه، ولم أسمع مطلقاً عن قطة سوداء رفعت دعوى قضائية ضد عفريت احتل جسدها، أما الشياطين فعلى حد علمي قد تصيب أحداً بمسٍّ أو جنون والعياذ بالله، لكنها لا تقتحم جسده وتستخدم جهازه الهضمي وقت الطعام مثلاً، هذه روايات لا أؤمن بها، لكنني في المقابل بت أؤمن بوجود أشياء أخرى غير العفاريت يمكنها أن تتشبه بالبشر، أحدها هو «الانحطاط».
«الانحطاط» بذاته وذاتيته أصبح يمشي على قدمين ويتواصل مع محيطه كالإنسان تماماً، أضف إلى ذلك أنه ينسب نفسه للمسلمين ويبيدهم في الوقت ذاته بحجة أنهم كفار، وعلى سبيل التمويه سمى «الانحطاط» نفسه «إصلاحياً».
كان الشيخ الشهيد «محسن سبيعيان» وأسرته أناساً مسلمين، يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر، وكل قبائل مأرب تشهد لهم بأخلاقهم السامية الأصيلة، غير أن كائنات انحطاطية تابعة لتحالف الشر قررت أنهم كفار يجب إبادتهم جميعاً، ليتم تسليط جيش من تلك الكائنات ومعسكر كامل بدباباته ومدفعياته وصواريخه على منزل الشيخ وعائلته، فانتزعت النار أرواح 7 منهم، وأحرقت أجساد وقلوب من بقي من أطفالهم، ثم تم إعلان هذه المذبحة إنجازاً أمنياً على قناة «سهيل».
من اقترف ذلك الجرم العظيم بحق «آل سبيعيان» في مأرب ومن سكت عنه لا يمكن أن يكون إنساناً بأي شكل من الأشكال، ولا علاقة له بالإنسانية لا من قريب ولا من بعيد، لأن الإنسان لا يستخدم الدبابة والصاروخ لهدم منزل فيه أطفال ونساء لا ذنب لهم، وبالتأكيد لن يسكت ويطأطئ رأسه إذا فعل الآخرون ذلك.
ولهذا تحديداً أقسم لكم أيها الناس إن كل شخص محسوب على حزب الإصلاح ولم يتبرأ منه حتى اليوم هو مجرد «انحطاط» لا يرتقي إلى مستوى الآدمية، وأنا أقول هذا بضمير مرتاح ونفس متيقنة من صحة حديثها، وهذا يشمل كل الإخوان المتأسلمين في بقية الدول الموبوءة بهم.
3 طفلات بريئات مقهورات هن كل ما تبقى من «آل سبيعيان»، لم يسمح لهن حقد المجرمين بالشعور بذرة أمان وطمأنينة، فجدتهن التي نجت من النيران وكانت مأواهن الوحيد في هذا العالم الموحش، ماتت كمداً وقهراً عند رؤيتها خذلان وصمت المشائخ عن جريمة المرتزقة النكراء بحقهم، ماتت خيبة وأسفاً عقب تيقنها بموت نخوة القبائل الزائفة المرتهنة للريال والدولار، ففي مدرسة الجدة الأصيلة لا داعي لحياة ليس فيها نخوة وحمية وغيرة.
ليتها انتظرت حتى ترى الرد من الأنصار الأوفياء، فهم أصحاب النخوة التي لا تموت والحمية المشتعلة دون انطفاء، وعاجلاً غير آجل سيقتص جنود «السيد» لدم أبنائها وأحفادها، ولتعلم مليشيا «الانحطاط» أنها باقترافها هذه الجريمة الوحشية استهلت العد العكسي لطردها من مأرب وتخليص الأبرياء من ظلمها وعدوانها، فمن سعى لإبادة الناس ورفض التعايش معهم سيُقذف إلى الجحيم لا محالة، حيث يحلو له العيش مع أقرانه الظالمين.

أترك تعليقاً

التعليقات