فضول تعزي
 

محمد التعزي

محمد التعزي / لا ميديا -
السؤال: هل فقدت الكلمة الأدبية معناها؟! بعبارة ثانية: هل فقد الأدب منصبه ومنصته؟! لقد كان منتصف القرن الـ19 بداية نهضة أدبية وفكرية في الوطن العربي، ولعل أشهر صالون أدبي في القاهرة هو صالون الأديبة الفلسطينية مي زيادة، والذي بدأ نشأته بتاريخ 14/4/1913. ومن أبرز مرتاديه عباس العقاد وطه حسين وعبدالقادر المازني... ومن الطريف أن من كان يحضر صالونها قد أحبها، وعلى رأسهم مصطفى صادق الرافعي، صاحب كتابي "تاريخ آداب اللغة العربية"، 4 أجزاء، و"تحت راية القرآن". أما حبه لمي زيادة فقد ألف فيه "أوراق الورد"، وهو مجموع مكاتباته إلى صاحبة الصالون. وهامش مداخلة أنني كنت أحسبها رسائل تفيض عاطفة مشتعلة وغراماً لاهباً وحباً عارماً، فخانني التقدير!
كانت الصالونات الأدبية مجمع ثقافات تشتمل على الائتلاف والاختلاف، فمن المختلف يخرج أجمل مؤتلف. فكثير من الذين يحضرون هذه الصالونات يجمعون بين السلفية المحافظة كالرافعي، والليبرالية المجددة كطه حسين، والعقاد أستاذ الكاتب الصحفي أنيس منصور صاحب كتاب "في صالون العقاد". أنيس منصور خريج جامعة القاهرة قسم الفلسفة وله أكثر من 110 كتب. ولا بأس أن يلاحظ القارئ العزيز أنه في كل حاضرة عربية كان يوجد صالونات أدبية بما يناسب الظرف الاجتماعي لكل بلد، ففي اليمن يوجد صالون "المقيل" والذي سجلته وثيقتان فكريتان، الأولى: مجلة "الحكمة"، والأخرى: "البريد الأدبي". ولم تكن هذه الصالونات حبيسة الجدران، بل كان بعضها يدار نشاطه في الهواء الطلق، مثل "مقهى رئيس" في "حسين" القاهرة، ومقهى المتنبي في بغداد... ولعلي سعدت بلقاء ماتع من هذه الصالونات اجتمعت فيه نخبة من رجال التنوير في مصر تحلقوا حول أستاذهم الأديب والناقد طه حسين، ليحدثهم عن فن الأدب وفلسفة التاريخ والشروط الضرورية للإبداع. وأذكر أن الحاضرين كانوا محمود أمين العلم، أنيس منصور، ثروت أباظة، نجيب محفوظ، يحيى حقي، يوسف السباعي، عبدالرحمن بدوي... وآخرين، كل واحد من هؤلاء الكبار أدلى بسؤال، وغداً نذكر بعض هذه الأسئلة وردود عميد الأدب العربي الدكتور طه حسين عليها، إن شاء الله تعالى.

أترك تعليقاً

التعليقات