فضول تعزي
 

محمد التعزي

محمد التعزي / لا ميديا -

أفاق العالم دون استثناء على غرق كثير من الزعماء في وحل الرشوة. ونحن لا نلوم العالم الغربي، فثقافته صرف مادية؛ ولكن أشفقنا على زعماء دول الإسلام إذ يتعاطون ليس الرشوة فحسب وإنما يبيعون شعوبهم بـتافه من الدنيا، وعلى رأسهم (الاخوانجي) عمر حسن البشير، الذي استفتح عهده ببيع الجنوب السوداني لـ"إسرائيل"، ليس ذلك وحسب وإنما باع الألوف من أبناء شعبه لـ"مقبح بن هلكان"، إذ اشترط ثمن الرأس بألف دولار، فوصلت الثروة من بيع العبيد إلى 35 مليون دولار لقيها رجال الأمن السوداني في قصره المشيد العتيد. قال أمام المحكمة إن تلك الثروة ملك له، فلما  سأله المحقق: من أين لك هذا المال؟ أجاب دون تحفظ بأنها من الأمير (مقبح بن هلكان). ولما سأله: مقابل ماذا؟ قال: إكرامية!
مثل هذه الأموال وافت الزعماء الساقطين، كما لاحظ ذلك ثوار 21 أيلول/ سبتمبر (أنصار الله) أثناء انقضاضهم على بيت المشير القائد علي عبدالله فاسد. وقد أفاد الثوار أجهزة الإعلام بأنهم لقوا في بيت هذا الهالك كثيرا من المال، وأن هذه الأموال سترحل إلى البنك لكي يسد بها الشعب اليمني فاقته وجوعه وثمن العلاج والإنفاق على مجاهدين يواجهون ببسالة وشموخ أكثر من 50 جبهة تحاول أن ترد اليمن إلى بلائه القديم، وعلى وجه التحديد أن تعود اليمن حوشا خلفيا للمهلكة المالكة. ونحن نسأل: هل ذهبت تلك الثروة السحرية إلى البنك؟ أم أنها لما تزل قيد التحليل والتفسير؟! وربما سمعنا أن نساء الهالك قد اطمئن بعضهن إلى ضرورة أن تبقى الجواهر الثمينة بالإضافة إلى المال خارجا عن المبالغ الخرافية التي ذهبت إلى بنوك سويسرا ومصارف الصهيونية التي من أبرز خصائصها عدم إفشاء الأسرار، كي لا تنعطف ثورة 21 سبتمبر/ أيلول إلى طريق غير طريق مرسوم، فـنساء هذا الفاسد لسن أقل من امرأة زعيم تونس (زين العابدين بن علي) إذ تركت خزانة بيتها المليئة بالذهب وجواهر أكرم من الذهب لمواجهة أي طارئ.
من حقنا أن نسأل: أين ذهب الثوار بهذه المبالغ الخرافية التابعة لنساء القصر، بينما تسقط العملة المحلية مقابل هذه الأموال الخرافية؟! 
إننا نكرر النداء بعد النداء إلى الرئيس المشير الركن مهدي المشاط بأن يطلب -باسم الشعب اليمني- إلى وزارة العدل والنائب العام استصدار قانون يسترد به اليمنيون مئات المليارات التي طال جمعها ما يقرب من 3 عقود من الزمن، لاستردادها إلى بيت مال اليمن، على الأقل لعلاج عشرات الملايين الذين طال بهم المرض لينتصروا على مرض الفشل الكلوي وبتر الأطراف ومعالجة أمراض أخرى.
إنها لفرصة ثمينة تحتاج لمبادرة من رئيس الجمهورية ليعيد الثقة بأنصار الله الذين نطالبهم بالمضي قدما في سبيل استنقاذ ثورتي سبتمبر 62 و21 سبتمبر 2015، وليعلم أن الشعب اليمني أصبح قادرا على تجاوز الأمثال السائبة، وكي لا تعنيهم هذه العبارة القرآنية: {كُلَّمَا دَخَلَتْ أُمَّةٌ لَّعَنَتْ أُخْتَهَا }.
ولا بأس أن نشير -إذا حصل العزم على استرداد أموال الأمة المنهوبة- إلى ديوان المال اليمني الذي نحن بأشد الحاجة إليه. 
إن رجال الرجال، الذين يضرب بهم المثل في الذود عن كرامة الشعب بإخلاص منقطع النظير، يستحقون أن نبشرهم بأن حقوقهم وحق الشعب الذي يدافعون عنه بأيدٍ أمينة ومخلصة. 
والمطلوب إلى كل شريف أن يبالغ في حبه لوطنه ويحميه حماية يستحقها هذا الوطن، ويكون قدوة في الحاضر والمستقبل. والله من وراء القصد.

أترك تعليقاً

التعليقات