فضول تعزي
 

محمد التعزي

محمد التعزي / #لا_ميديا -

قامت ثورة 21 أيلول/ سبتمبر لتصحيح مسار ثورات يمنية قديمة، أشهرها 48 التي أطاحت بحكم العالم المجتهد والشاعر المتخلف جلالة الإمام يحيى بن محمد المنصور حميد الدين رحمه الله، وقفَّا من بعده إمام شاعر بليغ العبارة، قوي الشكيمة فقيه ظالم غشوم ابتدأ الإمامة من 48 إلى 62، كان يطرّي سيفه بدماء الأحرار متى جفّ حده وظمئ ورده، يكتفي بإقامة شرع الله (وجهة نظر) بعبارة: "الولد نائب حجة اقطعوا رأس فلان غداً الجمعة". وخلفه بدر الظلمات والمرجو في المهمات والملمات محمد بن أحمد بن يحيى حميد الدين، الذي أعلن على رؤوس الأشهاد أول عبارة في بيانه رقم (1): "إذا كان جلالة والدنا أمير المؤمنين يقطف الرؤوس من حد الرقبة فإني سأنصف الأجساد من الحقو"، فكان الله عجل بزواله فلم يستمر غير أسبوع، بحسب نبوءة مولانا القطب الفوت نزيل قاهرة حجة القطب الفوت محمد بن حسان سنان القادم من قرية "الصراهم" بجبل حبشي، بأمر جلالة الإمام أحمد يحيى، فلما دخل عليه قال يخاطبه: "وهذا بدره الذي لن يمكث غير أسبوع..."، فصدقت نبوأته، إذ قام الغيارى بإنجاز ثورة موعودة (إذ فكر جلالته وابنه "بدره" بالأمل طولاً فجاءهما الثوار بالأجل عرضاً - بحسب المثل اليمني) فاندلعت ثورة 26 سبتمبر.
وبجد جاءت ثورة 21 أيلول/ سبتمبر وبدأ الطغاة يتحسسون جيوبهم قبل رؤوسهم، فهذا له عشرات العمارات والبيوت والأرصدة، إذا أطاعوا توجيه جلالة الأفندم علي عبدالله صالح فأكلوا من فوق رؤوسهم ومن تحت أرجلهم (بحسب النصيحة)، وكان دولة رئيس الحكومة باجمال حكيماً شفاه الله حين قال: "من لم يغتنِ في عهد علي عبدالله صالح فلن يغتني الدهر". وقيل والعهدة على أرصدته إنه رفض ترسيم الحدود إلا أن يعطى مثل ما أعطي (فخامة) الرئيس، مبلغ ملياري دولار، فكان ما أراد!
لقد خيبت ثورة أنصار الله ظن كثير منا (وأنا أحدهم) حين لم تقم بإصدار قانون برلماني لاسترداد أموال الشعب، الذين رأى أحدهم أن لا حياة لمن تنادي، فقتل أولاده أو شنق نفسه أو مات من الجوع وعدم قدرته على شراء العلاج كأستاذ الآثار بجامعة صنعاء، وهو الدكتور عبدالغني الشرعبي، ونريد استدعاء رئيس الجامعة ليوضح الموقف. وعلى كل حال فالموعد الله.

أترك تعليقاً

التعليقات