فضول تعزي
 

محمد التعزي

محمد التعزي / #لا_ميديا -

في خط طول وعرض البلاد العربية يعيش الناس مع "كورونا" أخطر من "كورونا" التي يقول الصينيون إنها حرب أمريكية لضرب الاقتصاد الصيني على اعتبار أمريكي، وهو أن الصين هي القطب الوحيد عملياً الذي يكاد يتحدى القطب الأمريكي الذي يسعى أن يكون -وقد كان- سيد العالم.
"كورونا" الأكثر خطورة هو الظلم السائد في الجهاز العدلي في الوطن العربي. ولسنا في طور مقارنة "بيانية" بين بلد وآخر، أي بلد أكثر ظلماً لمواطنيه، وإنما سنقوم بإطلاق الحكم دون تردد، وهو أن "كورونا" المحاكم في بلاد العرب والمسلمين أشد خطورة من فيروس كورونا الذي ظهر في الصين. لسنا في حالة مباهلة أو تحدٍّ مع هذا الوزير أو ذاك ومع هذا النائب العام أو ذاك، فالحقيقة (الغصة) يعرفها الجميع. وأنا أسعى لفكرة أرجو أن تتحقق، وهي أن يهب الجميع، ملوكاً ورؤساء وأمراء، لمحاربة كورونا الظلم في المحاكم والنيابات وأقسام الشرطة، كما هبوا مفزوعين من فيروس كورونا. ولا أعلم إن كان هؤلاء الملوك والأمراء والرؤساء قد اعتبروا أن ما يحل من المصائب والكوارث هو بسبب ظلمهم رعاياهم، كما هو بسبب ظلم الناس بعضهم بعضا، وأن الله يستجيب دعوة المظلومين كما هو الحديث الشريف: "إن الله يملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته"، ومعنى "يملي": يمهل.
إن الأحداث قد علمتنا أننا في اليمن غير السعيد لا نحتاج كثيراً من الوزارات والهيئات والمؤسسات غير مؤسستين، هما القضاء والتعليم. وقد طلب أحد وزراء النظام السابق من رئيس النظام أن يعتمد ميزانية أخرى لوزارته، فكان أن اقترح عليه (الرئيس) أن ينشئ هيئة في وزارته (الرياضية) وبالتنسيق مع المالية وأن تضاف بعض الريالات على التدخين وقوارير المياه... الخ، واتضح أن مليارات الريالات من هذه الميزانية الجديدة إنما يتم تصريفها بنظر فخامته في بعض حاشيته والله أعلم.
في بلد كمصر يشكو المواطن من عدم البت في القضايا حتى تمضي سنوات وسنوات. وأذكر قصة طريفة يمنية وهي أن أسرة يمنية ورّثها الإمام أحمد حميد الدين من عهد الأتراك، طال فيها الأخذ والرد، فكان أن أحالها إلى سيف الإسلام عبدالله، فطلب الأمير إلى الأخوين المختصمين أن يحضر كل بصائره ووعدهما بحل الخصومة في جلسة واحدة. فراكم الأخوان أوراقهما في زاوية من زوايا القصر، فسكب الأمير على هذه الأوراق الجاز فأحرقها جميعاً، وكتب إلى الإمام ما يلي: مولانا دام ظله، أحرقنا الأوراق، ورأينا أن تقسم التركة نصفين... فصدق جلالته على الحكم.

أترك تعليقاً

التعليقات