فضول تعزي
 

محمد التعزي

محمد التعزي / لا ميديا -

وهكذا تتوالى الأنظمة المتكبرة المتجبرة في السقوط، كسُنّة إلهية، تحت أقدام الشعوب التي كانت راقدة فاستيقظت.."والشعب لو كان حياً ما استبد به فردٌ ولا عاث فيه الظالم النهم".
وأنت مغادر جو القاهرة يرافقك نهر النيل فيستقر بك المشهد ليودعك النيل يصب في المتوسط.. وهذا يعني أن مصر لم تأخذ ما يكفيها لري ملايين الأفدنة ليعيش المصري شبعاناً "بطاناً" من خير أرضه، غير أن الشعب المصري يشكو الجوع والفقر والذل. وفي السودان يلتقي "النيلان" الأسود والأبيض، وكما قالت منظمة الزراعة والغذاء (الأمم المتحدة) فإن بإمكان السودان أن يكون سلة غذائية للعالم بأسره، بالرغم من ذلك فإن السودان حتى اللحظة يعاني مسغبة غير مسبوقة.
عجز البشير ولم يف بقسمه بعد انقلابه العسكري، بل خان قسمه على مصحف المسدس والسيفين (شعار تنظيم الإخوان المسلمين الذي هو أحد أعضائه) ولا على المصحف الشريف اليمين المنافقة، والذي عاهد الشعب أنه سيحافظ على أرض السودان ووحدة أراضيه، فكان أول من وقع على بيع نصف السودان للوسيط "الإسرائيلي" جون حارانح، كما باع ألوف السودانيين لعميل "إسرائيل" وأمريكا "هلكان بن عبدالعزيز" على كل رأس خمسة آلاف دولار أمريكي.
إن الطغاة تدعسهم أحذية شعوبهم الصابرة المغلوبة بعد أن عاثوا فأكثروا في مواطنيهم وأوطانهم الفساد فصب عليهم ربك سوط عذاب. إن الشعوب قادرة على تحطيم عروش الطغاة، ولا يكفي أن تسقط رؤوس هؤلاء الجهلة اللصوص، فإن ذلك ليس من العدل، فالعدل أن يحاكم هؤلاء المتجبرون اللصوص القتلة الظلمة محاكمة عادلة، وأن لا يذهبوا إلى القصاص العادل إلا بعد أن تضع الشعوب أياديها على أموالها المنهوبة والمسروقة.
ذلك أن القاسم المشترك بين هؤلاء الزعماء اللصوص هو سرقة أموال شعوبهم. وفي هذا المقام نطالب المجلس السياسي بنشر أموال "علي فاسد" وردها على أبناء الشعب اليمني المظلوم، بل ومحاكمته لإعدامه عشرات الشباب والذين لم تعرف أسرهم ولا مجتمعهم قبورهم حتى اللحظة. 
إن الثورة تبدأ بالأنات والزفرات، فلم تلبث أن تصبح أعاصير هوجا تقلع الباغي وحزبه وطغمته الفاسدة.
في السودان رفض الثوار بيان العسكر، وفي الجزائر كذلك، وقد كان الشعب اليمني يطالب بتصفية النظام غير أنه انتقل إلى الرياض وفتح عشرات الجهات ليثأر لرأس النظام وللمفسدين، فالنظام ما زالت تستبدل له رؤوس وأذيال..النجاة لشعوبنا العربية المستضامة، وعلى "مقارم" الخليج و"دروعه" أن يتحسسوا رؤوسهم، فليس بد من الأنين الذي أصبح صراخاً أن يطيح بعروشهم العنكبوتية الواهية.

أترك تعليقاً

التعليقات