فضول تعزي
 

محمد التعزي

محمد التعزي / لا ميديا -
احتمال أن يعود المجنون «ترامب» رئيساً لأمريكا، بعد أن ذاق العالم وأمريكا وبعض هذا العالم مرارة زعامته، وظل العالم بما فيه أمريكا يمسك قلبه مترقباً ما يمكن أن يفاجئ به «ترامب» العالم من قرارات طائشة وتوجهات غير محسوبة. وما ينبغي أن تذكّر به أن ترامب لم يخسر فلساً واحداً حين ترشح للرئاسة الأولى، وإنما قامت المملكة السعودية «الشقيقة» بتمويل حملته الانتخابية مقابل تعيينه محمد بن سلمان ملكاً، وها هي المملكة، كما قالت مواقع إخبارية، تمنحه وعداً كبيراً بتمويل الرئاسة الثانية بمليارات الدولارات!
ألم يقل ترامب في رسالته التي بعثها للملك سلمان بأنه لولا أمريكا لما بقي على عرش السعودية مدة أسبوعين، وظل ترامب يكرر هذه الجملة أكثر من مرة أمام وسائل الإعلام وبصلف وقحة بالغين؟!!
أمريكا خلا لها الجو فباضت وصفّرت في غياب قوة غير مكافئة وانشغال قوة أعظم، كالصين الشعبية التي تفرغت لمرحلة انتقالية من الجو الشيوعي إلى مجال ربما يكون إمبريالياً تتنفس من خلاله جو الديمقراطية الذي حرمت منه طويلاً ضمن حكم جبروت مغلق ذاقت مرارته شعوب إمبراطورية حضارية عريقة باذخة هي الصين!!
أمريكا تسير حثيثاً لتطبق أحلاماً يصنعها الكهان والمتخمون ومردة الشياطين، وهي لذلك لن تسمح لأي صوت يعلو فوق صوتها أو يرفض أسطورتها الإمبريالية الآلهة، فهي الإله والرب الأعلى، ومن ثم فلا بد من تحالف دولي مدعوم بنظرية واقعية وعلمية لمواجهة هذا الفكر المتخلف الرجعي والذي يروج لأمريكا «سيدة العالم»، ولا بد أن يتوازى التوجه النظري مع تفكير علمي جاد بإنتاج قوة مادية مكافئة لتقمع أمريكا التوسعية الإمبريالية المستعبدة للأمم والشعوب والناهبة حقوقها والمصادرة لثرواتها.
هل تصلح الأفكار التي راجت في ثلاثينيات القرن الماضي المنبثقة من هيجل وماركس ولينين، مع دخول رتوش معينة تهذب بعض مساراتها؟!
إن أمريكا تسير سيراً حثيثاً لاستعباد العالم، فهل من يلجم تهورها ويمنع دمارها؟!!

أترك تعليقاً

التعليقات