فضول تعزي
 

محمد التعزي

بينت استراتيجية السعودية في حربها على اليمن معطيين خاطئين:
• عمال البطحاء في الرياض من اليمنيين هم صورة لمجتمع اليمن كله بمن فيهم جنود وضباط قادة القوات المسلحة وقادة الفكر والإعلام والفن.
• أن اليمنيين لا يقلون قدراً ومكانة عن يمنيي “اللجنة الخاصة” الذين يستلمون مرتبات ومكافآت الديوان السعودي.
وكلا المعطيين خاطئان، فقد كان على قيادة السعودية أن تدرك الجانب الإيجابي لليمني الذي كان له دور متميز في بناء المملكة السعودية ابتداء من المنطقة الغربية حتى الشرقية شمالاً وجنوباً، وليس عيباً أن تزدحم منطقة “البطحاء” بآلاف العمال اليمنيين الذين اضطرتهم أنظمتهم الفاسدة إلى النزوح من اليمن السعيد هرباً من الإفقار المتعمد وغير المتعمد والإذلال الرهيب لوطأة الفقر والإرهاب الديكتاتوري، أقول إن اليمني الفقير لم يكن فقره يمنعه من أن يكون صاروخاً ينفجر كبرياء ويكتسب في أعماق نفسه ما يبديه أعراب الإبل والنوق من إذلال متعمد لهذا اليمني وهو الذي كان من أسباب صموده 4 سنوات تحت وطأة القصف الهمجي للصواريخ العابرة التي جمعها رعاة النوق من مناطق شتى من العالم كجمعهم لحواشي وهوامش الخلق من كل زوايا وبقاع العالم. أما المعطى الثاني فقلد وهم (الشقاق) السعوديون أن كل أبناء اليمن هم نسخة من أصل “اللجنة الخاصة” من ناحية أخرى إن لم يكونوا في الطبعة الثالثة فإن بالإمكان أن يلحقوا كطبعات أخرى ليصبح شراؤه ممكناً.
كان شيخ المشائخ يتوسط –مقابل عمولة- لأي إنسان ليصبح عميلاً مكتوباً في آخر السطر من أسماء اللجنة الخاصة، وبسبب هذين المعطيين ارتكس هؤلاء المساكين في قبيح أعمالهم، فأصبح العامل "البطحاوي" يستنسخه أخوه المواطن في بطاح وجبال اليمن الشمَّاء، ولكن بعزيمة الرجال الأقوياء الشداد الذين ينتسبون لحضارة عمرها آلاف حضارة "البعران" في أدغال "القصيم" وفيافي "الدهناء".
لقد خابت نظرة "الشاقين" الأشقياء، فبدا لهم أن اليمني لا يؤكل لحمه، لأنه عصي على كل جبار متكبر، وها هو ينتعل الحصى ليثب على مواقع العدوان فينسفها نسفاً، ويعلو بقدميه اللتين تمرغتا بتراب الجهاد، "الإبرامز" يحرقها بولاعة النصف ريال، ويقف العالم مبهوراً أمام هذه القوة التي تعجز عن تحليل مكامن قوتها أرقى معاهد العسكرة في العالم، لأنه لا تصنع المعجزات والكرامات إلا قدرة المنتقم الجبار مذل الطغاة وقاهر المتجبرين.
إن رصيد الحضارة التراكمي لشعب قهر الغزاة في القديم والحديث، كفيل بتمريغ –وقد فعل- أنف مراهقي الأعراب محدثي النعمة، وننصح لهم أن يكفوا عنا إشعال النار التي أحرقتهم قبل أن يمتد اللهب إلى جحورهم فيصبحوا عيناً بعد أثر.. ولا نقول أثراً بعد عين، لأنهم ليسوا أعياناً، وإنما بقية هوامش ممحوة من دفتر التاريخ.

أترك تعليقاً

التعليقات