فضول تعزي
 

محمد التعزي

محمد التعزي / #لا_ميديا -

لم لا يجد المواطن "الأجير" عدلاً ونصفة من أجهزة الدولة في أخص موضوعات تهم أمنه واستقراره الأمني والاجتماعي، وهو موضوع الاستئجار؟! فالشعب مديني (نسبة إلى المدينة) فثلاثة أرباع المواطنين مستأجرون وهم الآن بين مطرقة وسندان غياب ضبط الدولة وعنفوان العدو الوطني (المؤجر) الذي يشكل ضميراً مستتراً تقديره "عدو"!
حضرت هذا النقاش في الباص، وعندما ذُكر أمين العاصمة الذي خولته القيادة هذا المنصب لحل مشكلات المواطنين، قال أحد الركاب: "قصدكم الـCameraMan"، ويعني بذلك عاشق الكاميرا، وهو استعمال مجازي من أنواع الكناية، أي الرجل الذي يحب أن يُمدح بما لا يفعل! وكان عندنا بتعز مسؤول تنفيذي كبير يعشق الكاميرا حد الفتنة، ضرب مثلاً في هذا العشق لحبه التصوير.
المستأجرون جديرون برعاية مجلس النوام، عفواً النواب، والنائب والنائم والنائبة ألفاظ اشتقاقها واحد في معجم اللغة. غير أن هذا المجلس يجند نشاطه لموضوعات أقل أهمية، مثل قضية كمران والتي قامت بفضحها فساداً إحدى القنوات الإعلامية، وطالب المجلس بإغلاق هذه القناة لأنها فضحت الفساد، مما يجعل المواطن متواطئاً مع دعايات العدوان الذي يقول إن شيخ البرلمان فاسد ويكاد يكون صاحب مزارع وقصور من بينها "فيللتان" مشهورتان على ساحل الحديدة يعرفهما حتى أصحاب السياكل. وهو منطق لا يخلو من الحسد (يا ولد!). والسؤال: أين الدولة، والمشاط على قمتها، من السؤال الذي يطرحه المستأجرون الذين لا يجدون حيلة ولا يهتدون سبيلاً ولم يسعهم إلا أن يعجبوا بعبارة "الـCameraMan" (رجل الكاميرا) يخففون بها عن صدورهم المقهورة؟ وأين هذا المسؤول ومن فوقه من ظاهرة الانتحار هروباً من المؤجر قاسي الضمير، والغلاء الذي لم يعد قادراً على طمس تهمة الرشوة الموجهة لبعض أرباب الفساد؟!

أترك تعليقاً

التعليقات