فضول تعزي
 

محمد التعزي

محمد التعزي / #لا_ميديا -

ليست المرة الأولى، ولن تكون الأخيرة، أن يتمادى الأعراب الذين وصفهم الخالق تعالى بأنهم  { أَشَدُّ كُفْراً وَنِفَاقاً وَأَجْدَرُ أَلَّا يَعْلَمُوا حُدُودَ مَا أَنزَلَ اللَّهُ عَلَىٰ رَسُولِهِ} فيقصفوا أحياء المدن المزدحمة بالسكان. ليس هذا القصف في الماضي القريب، ولا الآن، ولا في (بعد) ثأر من استهداف جيشنا ولجاننا الشعبية لمواقع حيوية وفي العمق، بل إن هذا الاستهداف المنكر الخبيث إنما هو تعبير عن حقد همجي يكن بل يعلن به عن تاريخ تتجدد صوره بشكل مستمر وعبر "تنويعات" مختلفة ومتشابهة العداء للشعب اليمني، من وقائع أحداث "القحطانية والعدنانية" مروراً بموروث "مكة" و"يثرب" وليس انتهاءً بالوقوف حجار عثرة أمام أي استقلال قرار من أي نوع يراه اليمانيون مشروعاً لتقدمهم ونهضتهم، والأمثلة كثيرة.
توسط بعض أخيار الخليج لتدخل اليمن مجلس التعاون الخليجي، فرفض السعوديون بشكل مباشر ومارسوا كل أساليب الضغط و"الخنق" ضد من يتعاطف مع فكرة دخول اليمن مجلس "الأعراب"! وعندما رأى اليمنيون "الإسرائيليين" يحكمون سيطرتهم على البحر الأحمر، فبادر المقدم إبراهيم الحمدي لعقد مؤتمر الدول المحيطة، بل "المشاطئة" للبحر الأحمر، اليمن والسعودية ومصر والسودان والصومال وإريتريا، جن جنون السعودية، وقامت بتهديد من يستجيب للفكرة بقطع المساعدات وتأجيج فعاليات التواصل والتعاون، فاعتذرت مصر والسودان مطيعين للقرار السعودي، وبدأ عقاب يمن الحمدي بتسفير اليمنيين ومضايقتهم في السعودية، وأوقفت المشاريع التي كانت المملكة وعدت بها، بل أوعزت إلى "من يهمه الأمر" تصفية إبراهيم الحمدي، وتم لها ذلك بواسطة عملاء اللجنة الخاصة ومباشرة ملحقها العسكري... (خلال ثلث قرن ونيف لم يتم التحقيق في الواقعة!!).
لقد نشرت بعض الصحف أن تدريب الطيارين السعوديين علي أيدي خبراء يهود لهم معسكرات في قاعدة الملك فيصل بـ"خميس مشيط" وقاعدة "الظهران" في المنطقة الشرقية و"تبوك" في الشمال، حتى إذا ما حان وقت التدريب العملي، كانت مدن اليمن هدفاً مناسباً لأحدث سلاح الجو على مستوى العالم!
باسم الأطفال والشيوخ والأيتام والنساء، نقول لأسرة "موردخاي": لن تبلغوا ما تريدون، ولن ترهبونا بسيول الدماء التي تنسكب من أجسادنا، فلقد "أفقنا على فجر يوم صبي" لن يغرب بعد اليوم.

أترك تعليقاً

التعليقات