فضول تعزي
 

محمد التعزي

محمد التعزي / لا ميديا -
من سيئات العهد السابق أن (الزعيم) اتخذ من السلطة مزرعة خاصة، فهو يعين في وظائف الدولة من يطمع في ولائه أولاً، وفي تأثيره على فئة من فئات المجمع ثانيا، وربما ليس من الضروري الكفاءة. والنتيجة انعدام الرؤية في تلك الوزارة أو المؤسسة. وسألت صديقاً مقرباً من فخامته: ما أخبار العمل يا دكتور؟ فقال بغرور: ما بدا بدينا عليه!
نعم، أشهد أن الزعيم كان صاحب قرار، ولست وحدي من يدلي بشهادة الكفاءة هذه، ودليل ذلك أن بعض القرارات الجمهورية كانت تصدر لشخص في مدد قصيرة، وعلى من يريد الاطلاع على ذلك أن يعود للصادر والوارد في مكتب رئاسة الجمهورية، وما يضاف إلى ذلك ألا أحد يسأل ما سبب تعيين هذا أو عزل ذاك.
في عهد المسيرة القرآنية الظافرة بإذن الله نريد أن يختلف الأمر، ليعلم اليمنيون لماذا عُـيّن هذا، أو عُزل ذاك، كي لا يجد اليمنيون حرجاً في أنفسهم، ولكي لا يستهدف المعينون والمعزولون بدعاية قد تكون مغرضة. ونزجي خالص التحية لبعض الوزراء الذين يجدون بعض المعينين قد أساؤوا، فيذهب ليداوم في كرسي المعين سيئ السمعة، فيعطى القدوة الحقة والمستحقة.
هامش: في فترة مضت، تواضع (اتفق) كثير من الناس على أن فساداً مضروبة أطنابه في جسم الدولة، فاقترحت أن يلغى الجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة، لأنه لا يراقب ولا يحاسب، وقال لي صديق يعمل في الجهاز إن هذا الجهاز تنبض فيه الحياة، ولكنه ليس جهازاً تنفيذياً، وإنما هو «جهاز نميمة» موثق يحصد المعلومات ويوثقها ويرفعها إلى من (لا) يهمه الأمر. وقال لي شيئاً أفزعني، وهو أن فخامة «الزعيم» يتدخل شخصياً في «إسكات» بعض الملفات، فلا تحقيق ولا نيابة. وقال لي شيئاً مفزعاً آخر، وهو أن الملف الثمين (السمين) قد يدفع صاحبه إلى الأعلى كما يدفع البحر المالح جثة جيفة إلى السطح.
ليس بيننا وبين علي فاسد إلا بعض الثارات الزاعقة، والتي ينبغي ألا تحدث في عهد المسيرة القرآنية، ويرحم الله المسلمين.

أترك تعليقاً

التعليقات