فضول تعزي
 

محمد التعزي

#محمد_التعزي / #لا_ميديا -

في بداية أي ثورة لا بد أن تلوذ الثورة بشيء من القوة، ولا سبيل غير الردع. وكانت اللجنة الثورية في موسكو قد قررت من بين إجراءات إصلاحية أن تبلغ الشعب الروسي بأنه لا بد من تنفيذ بعض التعليمات، خاصة تلك التي تعالج بعض السلوكيات السلبية، فالقيادة الروسية حرمت تدخين السجائر في محطة موسكو، ومن يخالف التعليمات ينفذ في حقه الإعدام. وذات يوم مر القائد ستالين على المحطة فرأى شاباً يدخن السيجارة فقال له: هلا تقرأ لي هذه اليافطة؟ فقرأ الشاب ما يأتي: "يحرم التدخين في المحطة ومرافقها ومن يخالف هذا التحذير فمحكوم بالإعدام"، فلم يكن من ستالين إلا أن صوب المسدس على رأس الشاب وقتله. طلب إليه الرفيق ستالين أن يقرأ فربما لم يكن يعرف القراءة فسوف يجد له عذراً، لكنه كان مستخفاً بالتعليمات. قصة أخرى، فلقد أصدرت القيادة تعليمات لمن لا يلتزم الطابور أي طابور فسيقتل من فوره. ومر الرفيق خورشوف ولاحظ كما سمع عشرة أصوات كل يريد قضاء حاجته في الحصول على الغذاء وعلى الفور سألهم الرفيق خورشوف: لماذا لا تنتظمون في الطابور؟! وما كان منه إلا أن أطلق الرصاص عليهم أجمعين. ومن تلك الفترة يطفئ الروسي سيجارته أول ما يدخل المحطة، وأول من يتأخر عن الطابور يلتحق حسب الترتيب. ومما سمعناه عن صدام حسين أيام الحرب مع إيران أنه أمر بإعدام من يرفع أسعار المواد الغذائية ولو فلساً واحداً، يعدم من فوره، فانتظمت الأمور!
أقول هذان المثالان أو الثلاثة ليست دعوة لإعدام من يبالغ في رفع رغيف الخبز ولا من يدلي بإرسال الإحداثيات للعدوان ولا الذي يروج الدعاية ويرجف في القرية والمدينة... وإنما على النيابة والقضاء وضع عقوبات جادة وقاسية في حق هؤلاء المجرمين. إننا بأمس الحاجة إلى المتابعة للتعليمات ولو أنها هزيلة للغاية كما حدث بالنسبة لمؤجري البيوت الذين لا يخافون الله ولا الدولة، أولئك الذين يساندون العدوان بحربهم على المواطن الفقير الشريف. وحكاية أو موضة التبليغ عمن يرفعون الأسعار لم تكن قادرة ولا مناسبة لإمكانية المواطن، فالتبليغ يتطلب تلفوناً ليبلغ أشخاصاً هم أساس الفساد.

أترك تعليقاً

التعليقات