فضول تعزي
 

محمد التعزي

محمد التعزي / لا ميديا -
يكاد يذيع اليمنيون في الداخل وفي الخارج سؤالاً مهماً: فيم تأخر التغيير الجذري؟
ويكاد أهل الخبرة أن يتعللوا تعليلاً منطقياً يتمثل في ما يأتي:
1ـ أن الواقع اليمني متراكم الفساد (الجذري) من بداية دخول الأتراك المستعمرين اليمن حتى نهاية الفترة السبتمبرية التي بدأت عام 1962 وانتهت عام 72م ليبدأ ما يشبه عصر الانتقال، عهد المقدم الحمدي 73، ليستعيد العصر الإمامي عصر نظام «فاسد» الموشح بالبنطلون 78 ـ 2014؛ إذ يمثل رأس الثعبان، ويتهيأ «البَيض» ليفقس أولياء عهد هذا الثعبان في الإمارات المتحدة وساحات بعض المجالس والهيئات التي فقدت مصالحها بعد 21 أيلول/ سبتمبر 2015، وهي الفترة التي يحاول فيها نظام «أنصار الله» التغيير الجذري لهذا الواقع الكثيف المتلبد البليد.
2ـ أن أي تغيير جذري، مهما تكن عزيمته، يظل مكينة صغيرة الحجم أمام هول جبال وهضاب السلبية والفوضى الضارة التي تعرقل أي مسار ثوري تغييري، ومن ذلك:
3ـ الاعتبار القبلي الذي يتمظهر بظاهرة العصبية والقبلية والطائفية والوجاهة والعنصرية والانتهازية، والتي تحتاج إلى عصور من الوعي؛ فمن يصدق أن قبيلة حجز شيخها باصاً يتبع جامعة، وأنزل أساتذة الجامعة في الطريق، بل في العراء؛ لأن ولد الشيخ رسب في الامتحان؟!
ومن يصدق أنه في عصر التلفزيون الملون والكمبيوتر وألوف القنوات الفضائية تتداعى بعض القبائل ضد وزارة المالية لأنها قطعت مكافأة المشائخ الذين لم يبلغوا الحلم؟! بل كيف لا يكون نصيب هذه الأسرة وزيرا ولا حتى وزير دولة؟! وكيف لا يكون لقبيلة «بكيل» رئيس مثل قبيلة حاشد؟! ومن يصدق أنه حتى الآن يخاف قسم شرطة استدعاء شيخ قبيلة لإنصاف مظلوم أو التحقيق في قضية من القضايا؟!
4ـ الاعتبار الأسري، إذ يجد المسؤول حرصاً عندما يريد عدم تلبية طلب ترجحه مصلحة عامة ضد قريبه نسباً ومصاهرة.
فلهذه الأسباب وغيرها ربما كان التأخير من أجل التغيير!

أترك تعليقاً

التعليقات