موازنة
 

محمد التعزي

محمد التعزي / لا ميديا -
استدعت حرب اليهود على غزة كما استدعت حرب السعوديين على صنعاء، وليس بين الحربين فرقاً إلّا أن قرار الحرب السعودية أعلنت من جوار البيت الأبيض الأمريكي، بينما أعلن قرار الحرب الصهيونية من جوار الكعبة المشرفة!
وبينما اقتصرت تصفيقاتهم لقرار حرب العالم السعودي على 7 دول بما يسمى «عاصمة الحزم»، فإن قرار الحرب العالمية الثانية صفق له مشايخ وقبائل وضباط مخابرات وزعماء أحزاب ومثقفو النخبة الذين وبقدرة قادر قرروا السير إلى الخلف على نحو ماراثوني معجز... اهتزت كل مدن اليمن بفعل صواريخ طائرات الأشقاء السعوديين، المحظور دولياً استخدامها (فسفور أبيض، ونابالم) كمسح أولي لفلسطين، وسارعت السعودية بتكتيك جديد وهو اقتلاع عمارات ذات طوابق تحفل بالألوف من الأطفال والشيوخ والنساء، ومازال الألوف من الفلسطينيين تحت الأنقاض حتى اللحظة.
وولدت الحربان (الأولى والثانية) شعوراً جماعياً لدى شعوب العالم الأحرار معادلة منطقية بأن قتل اليمنيين -فيما يبدو- مشروع لم ينجز على النحو المطلوب في «تنومة»، فأرادت استكماله في صنعاء وغزة.
واجهت السعودية الشقيقة مقاومة باسلة، يقفز المقاوم من عرب الشمال فوق ظهر «الميركافا» (وهي كلمة عبرية معناها «مركبة الحرب») كما قفز اليمني على ظهر دبابة من النوع نفسه، فأسر قائدها وفجرها بشعلة ولاعة، ويصغي الكيان الصهيوني لتوجيه بايدن عند أول خطوة بعد ترجله من الطائرة «العال» ليهمس في أذن نتنياهو: عزيزي نتن، سأقول سبب زيارتي بعد أن نصل إلى مجلس كابينيت الحرب، سأقول لكم: «اقبطوا» بسرعة، واستأصلوا «إرهاب» حماس...! وتبدأ الإبادة بتمويل خليجي، كل على قدر حاله، فتحشدوا أدعياء حقوق الإنسان بالإبادة الجماعية ليقتل حتى الآن أكثر من 30 ألف فلسطيني ويجرح مائة ألف، ومن لم يستطع طولاً أن يسند الكيان اليهودي بالسلاح، فعليه أن يسنده بالغذاء والدواء والمخابرات، كما تفعل تركيا!

أترك تعليقاً

التعليقات