فضول تعزي
 

محمد التعزي

محمد التعزي / لا ميديا

كثير من المعتمرين وزوار بيت الله الحرام، وأنا منهم في 4 عمرات رمضانية، أسأل الله القبول، كنا ننتظر دعوات القنوت في آخر صلاة الليل بعد صلاة التسابيح لنبكي لبكائه، ولكنها (المفاجعة) (وليست المفاجأة) أن هذا العالم المسكين يشهد ولا شهادة بأن الملك سلمان والرئيس ترامب ينتظر العالم منهما كل الخير وأنهما هدية السماء لأهل الأرض!
قال صديق: لا أستغرب هذه الأمنية والتي تحسب كفتوى، وإن هي إلا مكافأة لإمام الحرمين الشريفين، وهو المرسوم الملكي الذي منحه هذا الرجل قبل فترة. قال لي: ولم لا تستغرب تصريح الآخر وهو الذي كان معجباً بشعر اليمنيين وخاصة شعر الأستاذ عبدالله البرودني، لقد سمعته يفخر بابن عمه الطيار الذي فجر قنبلته الذرية والفراغية التي هزت جبل عطان، ولم يكتفِ بهذا الفخر، بل إنه نصح طياري العدوان أن يكون ميعاد قصفهم لمدن وقرى اليمن بعد الصلوات وعقب فطور وسحور رمضان، لأن رمياتهم ستكون مسددة! بل إن الدعاء على (مجوسي اليمن) دبر الصلوات وخطب الجمعة صار حتى الآن لازمة من لوازم أئمة الحرمين!
لقد امتهن علماء السعودية الإسلام والمسلمين وأساؤوا في زيف ضليل حاولوا طمس الحقيقة، ومن ورائهم زعامات تضؤل أمامها كل دنايا الدنيا، فجمعوا وحشدوا لحرب اليمن كل الإمكانات، وبينما كنا ننتظر من هؤلاء العلماء نصائح لسلطة العدوان تذكرها بما توعد الله الظالمين فيكفوا عنا هذا الأذى الذي ما فتئ يهدأ إلا ليصير أكثر ضراوة وخبثاً. وبنظرة في تاريخ الحرمين الشريفين منذ تأسيس المملكة السعودية فإن علماء الوهابية إنما يقومون بدور تبرير، كما أراده حاكمو السلطة، حيث الخروج عليهم كفر بواح، والدور الآخر دور تشريكي، تكفيري تبديعي، فالإسلام الحقيقي هو إسلام السعودية، والإيمان المعتبر هو إيمان بني سعود، ونذكر في هذا المقام فتوى عبدالله بن باز رئيس هيئة كبار العلماء، حين أفتى ليس بجواز وإنما بضرورة قتال أهل الكتاب لصدام حسين المرتد عن دين الإسلام، فأهل الكتاب (القوة الأمريكية) هم أهل دين بينما صدام حسين استبدل الإسلام بعقيدة البعث الكافرة، ونسي بن باز آل الشيخ كثيراً من آيات القرآن التي تنهى المسلمين عن تولي أهل الكتاب (ومن يتولهم منكم فإنه منهم).
إن تحريض علماء السوء على اليمن وأهل اليمن دليل على سوء خاتمتهم، لأنهم لن يقلوا حرباً وتنكيلاً باليمن واليمنيين عن أشقائهم المحاربين. ولقد تابع هؤلاء العلماء العميان بعض دعاة الضلال في موطن الإيمان الذين تخرجوا من المدرسة الوهابية التي ترمي المدافعين عن الحق بالقرار اليمني المستقل بكل الأراجيف والأكاذيب والأباطيل، وأصبحوا وأمسوا يتبرعون بالفتوى مقابل حفنة من الريالات، ولن يكون لنا عزاء إلا ما قاله الصحابي الجليل أبو الدرداء لأمير سوريا حينها: (الموعد الله)!

أترك تعليقاً

التعليقات