فضول تعزي
 

محمد التعزي

محمد التعزي / لا ميديا

قال هذا الذي كان قومياً، فأصبح أممياً، فترقى إلى درجة (سعودي): لا بد من ثورة على المجوس ورفع العلم الجمهوري في ذرى (مران) وتمزيق (ملازم) الحوثي. فانبرى صديقه وشاهد من أهله يسأله عن هذه المصطلحات الجغرافية (مران) والفكرية (المجوس) والتوجيهية (الملازم)، فلم يستطع أن يقول شيئاً غير ترديد السّباب الذي يمت إلى حزب الإصلاح (بصلات)!
للأسف إن الهشاشة الدماغية والعلو الفكري بغير احترام للجدل المنطقي، هو الذي يصنع الوعي الحزبي لدى الغوغاء والعوام من أبناء شعبنا المظلوم، يتوازى ذلك جنباً بجنب الصفاقة التي يتمتع بها (شقات) بعض أفراد اللجنة العامة واللجنة الدائمة، وبعض قوام مجلس النواب فاقدي الموهبة، أولئك الذين يعرف المواطنون من دوائرهم الانتخابية كيف طلعوا، ويعرف كل شعبنا الآن كيف نزلوا!
إذا كان الرئيس القاتل والمقتول قد وجه صهر النظام في محافظة تعز أن يعمل على إسقاط متطرف إصلاحي (بأي ثمن)، فإنه بطريقته هذه كان يشرف بنفسه على (تطليع) و(تنزيل) أعضاء هذا المجلس، إما عن طريق الترغيب كما فعلها مع حمود المخلافي حينما وعده بدرجة (محافظ)، وقد وفى بوعده له، فشرعبها شرعبة انتهازية حقيرة على مستوى القرية، أو عن طريق الترهيب كفعله مع قادة لم يحسنوا (التطليع والتنزيل)، فتم طردهم.
عودة للموضوع، لأسأل هذا الإخوانجي برتبة عقيد حينها في الأمن السياسي زمان، سؤالاً موضوعياً: ماذا في (ملازم الحوثي)؟ هل يدلنا ولو بكاشف يد من بصيص ضوء خافت أين هي المجوسية والكفر في هذه الملازم؟! إن أبواق الحزبية كانت أصداؤها مدرج الرياح.. إن الموقف الحزبي ليس إلا مبرراً لاستدعاء (المعلوم)، فأشهد أن كثيراً من أصوات التكفير والتنفير التي تتكالب ضد الملازم، هي أصوات تؤذي الفضاء، وتثير تقذير البيئة، وهذا ما أؤمن به، لم تلمس -وهذا أفضل من الله- أية ورقة من الملازم، فهي تهرف بما لا تعرف. إن هذه الملازم أنتجت هذه الثورة التي تسير بالرغم من أعدائها المتضررين، إلى الأمام، يحرسها يقظة أبناء الشعب اليمني.. هي الثورة التي داست أقدام أبنائها زمناً حافلاً بالسطو على حقوق الشعب ومقدراته، واستطاعت تلك الأقدام الطاهرة اعتلاء أحدث ما أنتجته الطاعون أمريكا من سلاح في البر، وأهانت أحدث ما أنتجته معامل الفضاء من أحدث وأرقى الصناعات في الجو.
وليت هؤلاء المدافعين عن نظام فاسد، والذين يتحلقون حول فتات الموائد، يقرؤون بضعة سطور من هذه الملازم، التي وجدت لتعيد لهم بعض ما أهدروه من كرامتهم التي تداس كل دقيقة في أبواب أصحاب السمو، وليتهم يعرفون قدر مثال أنتجه مثّال عربي يحترم ذاته، وهو: (تموت الحرة ولا تأكل بثدييها).. أو ما رأي أصحاب (الكرافتات) و(العسوب)؟!

أترك تعليقاً

التعليقات