فضول تعزي
 

محمد التعزي

محمد التعزي / لا ميديا -
عندما ثار شعبنا، الذي يأبى الضيم، على نظام عفاش الفاسد الذي هرب مؤخراً إلى الخارج (ولا ندري كيف!) وتشرذم في آفاق تركيا والسعودية وقطر والقاهرة، ادعى كل فرع من أصول العمالة أنه الأكثر جماهيرية في ميادين الاحتشاد. ودخل حزب التجمع للإصلاح في جدل مستميت مع الحوثيين والأحزاب اليمينية واليسارية الأخرى أيهم كان أكثر نفيراً؛ إلى درجة أن قاموا بقياس ميادين الحشد والاحتشاد بالمتر. ولكي لا نظلم حزب التجمع الإخواني فإنه لم يكن الأكثر حشداً؛ ولكنه كان الأكثر تنظيماً، بسبب أنه كان الناقل الرسمي لإخوان قطر، الممول الرسمي لوباء التخريب في كل من اليمن والجزائر وأفغانستان والصومال ومصر... وكان لكل فرع من أصول الإخوان مفتيه الخاص ومقاوله من الباطن، خاصةً وقد كان أنكر بعض العامة أن إخوان اليمن كانت ثورتهم خالصة لوجه الله، فكان السؤال: من الذي فتح المطاعم لطبخ الدجاج والأرز والسلطات للجماهير وشركائه؟! هل حقاً أن حميد الأحمر كان كأبيه وشركائه من العُبّاد والزهّاد الذين اعتادوا الإنفاق لوجه الله تعالى؟! أم أن قطر والإمارات والسعودية أصحاب ماركة جهيمان العتيبي وابن باز و»الشيك» الزنداني هم موجّهو الإنفاق ومستقبلو التمويل والفصل بين الخصوم حين تقسم ريالات قطر، وحاشدو الرجال والنساء والولدان إلى ميادين الجهاد وسماع الخطب التي بشّر فيها أحدهم الجماهير بأنه «في هذه اللحظة المباركة تم ضرب دار الرئاسة بصاروخ السماء فأصاب النظام الفاسد وعفاش والعليمي وعبدالعزيز عبدالغني... ضمن الهالكين»، فسجد الحاضرون شكراً لله على إهلاك الطغاة الفاسدين!! ولا نعلم بأي قانون من قوانين الدنيا والآخرة يبقى لهذا الحزب اعتبار أو كيان تآمر على وطنه وخان مواطنيه وعرف هذا الشعب دوافعه ومخرجاته وأهدافه!!
لقد عرف شعبنا أن حزب الإخوان المسلمين أسسه رجل جزائري دخل إلى اليمن كتاجر سيارات، وكتب الدستور، اسمه الفضيل الورتلاني، ثم خلف من بعده خلف أسماؤهم عبدالوهاب الديلمي والزنداني والعديني وياسين عبدالعزيز وعبده محمد المخلافي... ويتبع في القائمة آخرون. كما عرف الطليعة من المثقفين اليمنيين أن «الدستور» الذي لبس لبوس الدين إنما كان مجرد استغلال للعاطفة الدينية، كما هو الآن إعلام «بلقيس» الليبرالية (توكل إخوان) في إذاعة إخوانية (بلقيس)، وفي قناة إعلامية توازي وزارة دفاع دولة كبرى، اسمها «الجزيرة»، يوجهها للأسف شاب يمني كان الجهاد الحقيقي أولى به من أن يكون واضع إحداثيات لقصف وطنه (إعلامياً).
فكل التقدير لشباب رفضوا إغراء الدنيا وزينتها، كما هو الحال عند صلاح الدكاك وشباب آخرين. وبينما المواطن السعودي كأخيه القطري بأمس الحاجة لأن يغادر خيم البداوة وطقس الأمية الجهلاء والذي يغلب زمهرير الشتاء وحرور الصيف، فإن بحر البترول تنفقه الأسر الحاكمة في (الخليع العربي) لهدم الإسلام والقومية العربية في كل العالم. ولشباب التجمع اليمني للإصلاح أن يوازنوا بين حالة الطبقة الدنيا من التابعين، والطبقة العليا أصحاب الملايين، وليحكموا بعد ذلك، ونحن «مُحَكِّمين»!

أترك تعليقاً

التعليقات