فضول تعزي
 

محمد التعزي

محمد التعزي / لا ميديا --

نذكِّر الجهات المختصة في الاقتصاد بضرورة الكشف -هكذا يقول أحدهم- عن المهازل التي مارسها النظام السابق في تحكمه التليفوني بمسار الحركة الاقتصادية في المرافق الاقتصادية المختلفة، وكنا نأمل أن يسأل أهل الاختصاص الكثير من الموظفين الذين يمكنهم الإفضاء بكثير من الأسرار التي يشيب لها الولدان، إن هم ضمنوا عدم المحاسبة واستمرار أعمالهم في خير وعافية.
لقد أفسد النظام السابق كل العلاقات القانونية، وطال العبث كل شيء، وأحدهم يقول: إن مئات الملايين صرفت مقابل تذاكر سفر خصص لها موظف (ع.أ)، وبإمكان من يريد الاطلاع على الرقم الحقيقي لأثمان هذه التذاكر التي كان كثير منها يشمل أكثر من وجهة، وهذا القول ينطبق على كل مؤسسات الدولة، ولما قلت للرجل، قد يكون في قولك مبالغة، قال وقد خرج إلى الحديث عن الموانئ، سأسألك يا تعزي سؤالاً: هل كان بإمكان مدير ميناء الحديدة أو أي ميناء يمني آخر أن يأخذ الضريبة القانونية على صفقة سيارات أو أي صفقة تجارية لمستوردها (صاحب الصندقة) أو أي صاحب صندقة أو دكان آخر..؟ هل بإمكان أي ميناء جوي أو بري أو بحري أن يقول لحميد الأحمر أو رشاد الأصفر (لا.. هذا غير قانوني)؟
إن هنا وهناك ثورة حقيقية ينبغي أن تفتش عن السلبيات كي لا يطمع الذي في قلبه مرض، فيستمرئ أي لون من ألوان الفساد، فيخشى أن يفضح كما فضح له إخوة مفسدون من قبل!
أحاول -كثيراً من الأحيان- أن أغادر صلاة الجمعة لولا أن الله قد جعل الجمعة فرض عين على القادرين.. وإذا كان الإخوان المسلمون قد اتخذوا المنابر، كما في كل مكان، منطلقاً لدعوتهم، يدخلون من يشاؤون في الجنة، ويقذفون من يشاؤون في النار، فإن بعض خطبائنا اليوم يزعجون أهل الجمعة بموضوعات لا صلة لها بمنهجية اليمن الجديد، وأكاد أقول لا صلة لها بالإسلام. أضف إلى ذلك رداءة الأسلوب وركاكة التعبير وتكسير الآيات والأحاديث، ويكون على الجهة الاختصاصية أن تعد الإعداد الصحيح لهذه المنابر.
ولا أعلم سبباً يدعو الخطيب أن يجعل خطبتيه لشرح معنى (الرفث والفسوق) في الحج، ونحن نقترب من جمادى الآخرة. وليت أن الوزارة الاختصاصية تفهم أن شرح بعض جرائم أذيال اليهود من بني سعود ما يستغرق عشرات الخطب، ليعلم أهل اليمن شراسة أعداء الله وعدوانهم الخبيث على اليمن وأهله.
هل حقاً أن الوزير الدرة يقف بعض المفسدين حائلاً بينه وبين إصلاحه المالي والإداري، ليستمر المستأجرون من أصحاب (المولات) وغيرهم بالعبث بأقوات الناس؟ لقد سمعت جانباً من ندوة إذاعة (الهوية) صباح الخميس 20 ديسمبر الماضي، ما يجعل المرء يسأل الأخ الوزير لِم لم يقم بالتغيير ليحول دون هذه الحرب (العبثية) التي تقوم بها هذه (الهوامير) في بلد يرجم أهله صباح مساء بصواريخ بني سلول الذين يختلفون عن جدهم (ابن أبي) بأنهم يجاهرون بالكفر. أما إذا عرف الوزير الحقيقة ولم يتخذ موقفاً صارماً -وأعيذه بالله من ذلك- فأشرف له أن يقدم استقالته حفاظاً على تاريخه الناصع البياض.

أترك تعليقاً

التعليقات