فضول تعزي
 

محمد التعزي

محمد التعزي / لا ميديا -
الإمام الناصر أحمد بن يحيى بن محمد المنصور حميد الدين إمام اليمن (119 ـ 1962) تلقى علوم التفسير وعلوم اللغة والقرآن وعلوم المنطق والفلسفة والكلام والمذاهب الفقهية على يد والده المجتهد الإمام يحيى بن محمد حميد الدين وفي مدارس «شهارة» و»السد» في مديرية بني حشيش. شغل ولاية العهد لأبيه الإمام يحيى في حجة وتعز، بعدما أزاح منها علياً بن عبدالله الوزير، الذي اتخذ من منطقة الموادم جبل صبر «دار الناصر» مقراً للإمام.
تميزت شخصية أحمد من بين إخوته (محمد البدر والحسن وإبراهيم وعبدالله) بالحزم والشجاعة والكرم والبطولة والدموية والدهاء والعلمية، يقرض الشعر ويحفظ الحكم والأمثال، وإلى جانب ذكائه الشديد ونباهته كان كثير اللؤم والحقد والحسد. وكان يحرص على أن يتمثل بلاط الخلفاء في العهد الراشدي وخلفاء العباسيين، فيشجع العلماء على حضور مجلسه العلمي المسمى «الديوان»، أمثال القاضي أحمد بن محمد زبارة والقاضي حمود الوشلي ومحمد الذاري، ومن الأدباء أحمد محمد الشامي وأحمد الحضراني وابنه إبراهيم والموشكي والزبيري والنعمان ومن في طبقتهم.
وسمعت أن بعض من عاصر الإمام أحمد قد بدأ يكتب سيرة الإمام أحمد، بل وسيرة رئيس حرس ولي عهده المشير عبدالله السلال. وقد يجد القارئ متعة تاريخية في سيرة الإمام في عهد آخر ملكية وأول رئيس في عهد الجمهورية.
وإذا كان جلالة الإمام قد نصب الأستاذ الزبيري، شاعر اليمن، والصحفي أحمد بن محمد النعمان، ثائر اليمن، فإني أتوجه بالسؤال إلى الصديق السياسي المحنك السفير مصطفى النعمان ابن الأستاذ النعمان: متى سيحين نشر مذكرات الأستاذ؟! فالمفترض أنه قد حان تنفيذ وصية المرحوم النعمان، ففي هذه المذكرات كما هو متوقع أشياء كثيرة من سيرة الإمام والرئيس، باعتبار أنه عاصرهما وكان مصاحباً لهما، إضافة إلى أن الأستاذ كان ميالاً لتتبع التفاصيل، كما كان سريع البديهة عبقري التصوير نبيه العاطفة.
ودافع هذه السطور هو الحرص على إيقاظ ذاكرة التاريخ لدى اليمنيين الذين لا يعرفون صانعي تاريخهم الحديث. وسألت طالباً: من هو أول رئيس جمهورية في اليمن؟ فأجاب: الزبيري، الكوكباني!!

أترك تعليقاً

التعليقات