فضول تعزي
 

محمد التعزي

محمــد التعــزي / لا ميديا -

وما أدراك ما إبراهيم محمد صالح الحمدي، شاب نشأ وتفقه على يد والده القاضي محمد الحمدي، وانبثق من عقل المعاناة وكبدها الحرى، عازماً على أن يعمل جهده على تحديد مكان الوجع اليمني من زمن بعيد. قد تختلف مع إبراهيم في الرؤية الفكرية والتطبيقية، ولكن الهاجس واحد، وهو أن اليمن خلفته قرون من الجهل والظلام والأنانية، ليصبح عبئاً ثقيلاً يصعب حمله على كاهل اليمني البائس واليائس.
لقد سأل الكثير من اليمنيين قبل إبراهيم: أما آن لليمنيين أن يخرجوا من عالم الظلمات؟ متى وأين وكيف؟ وإن هي إلا فترة ونبع إبراهيم من بين العصيد، ليبشر بعصر جديد ويمن جديد. وبما أنه وطني صادق الانتماء، أحبه شعبه وراهن عليه. كانت هناك لازمة قولية كان إبراهيم يكررها في أكثر من خطاب، وهي: "لا ترم أحداً بالحجارة وبيتك من زجاج"، وبغض النظر عن أن تكون هذه "القالة" صادرة عن صدر يضيق بالنقد الهادم والباني على السواء، فإن أحداً لم يكن يشك مطلقاً في أن إبراهيم أراد أن يزيح معوقات التنمية التي وقفت وتقف أمام أي زعيم يمني يشعر بالواجب إزاء شعبه ووطنه. ولعل أبرز عائق أمام إبراهيم وأمام أي زعيم يمني، هو نظام بني سعود.. ولعل صوت القاضي عبدالرحمن الإرياني مازال يعلو حين كان يقول: "أشهد الله عليك يا فيصل آل سعود".
والسؤال الذي يطرحه كل يمني في الماضي والحاضر، ولعله سيطرح في قابل الأيام: ماذا تريد السعودية من اليمن؟! قد يكون من المنطق أن أي بلد يخوض الحرب ضد أي عدو لحماية أهله من النكال، ودرء مفاسد وأخطار، أما الحرب العدوانية السعودية فليس لها أي مبرر، إذ فاجأت العالم وحشدت كل العالم لاستئصال كل شيء في اليمن، وهو عدوان لم يحدث في كل الأرض، فمن لم يدركه الرصاص تدركه الصواريخ!
ليس منطقاً هذا الذي تريده السعودية، وهو ألا يبقى على وجه الأرض يمني ولا يمن. والله المستعان.

أترك تعليقاً

التعليقات