فضول تعزي
 

محمد التعزي

محمد التعزي / لا ميديا -

نتكلم كثيراً عن "تماسك الجبهة الداخلية"؛ مصطلح فضفاض، كأي مصطلح، جوه العام هو الحرب، ولكن نعني به -من باب المقاربة- أن يكون هناك فهم، لنعني به أن حرب المواجهة تكون دفاعاً عن الحقوق والحريات كخلفية إسناد للمعركة المباشرة.. نعني بالتماسك تنقية الثورة ليس من الخوالف وهم قلة من المجتمع يعملون على تثبيط الهمم وإذاعة الإرجاف، النموذج الأكثر وضوحاً في واحدة من أهم المعارك التي حضرها سيدنا النبي عليه الصلاة والسلام، حين نزل عليه الوحي أن يحذر من هذه الفعالية، فيأمره الله ألا يحشد المنافقين مع من يحشد من الصادقين المؤمنين، ويتجلى الوحي في بيان واضح: «لَوْ خَرَجُوا فِيكُم مَّا زَادُوكُمْ إِلَّا خَبَالًا وَلَأَوْضَعُوا خِلَالَكُمْ يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ» [التوبة: 47]، فالله أمر نبيه بتنقية المحارب المجاهد.. ولقد شاع في معركتنا الجهادية مصطلح على قدر من الخطورة، مصطلح "المتحوثين"، كناية عن هؤلاء الذين ينتسبون إلى حركة أنصار الله، داخلهم الإرجاف والتثبيط، وخارجهم النفاق والدجل، متظاهرين من ومع أنصار الله، والله يعلم أنهم لكاذبون. فالمسألة لا تقاس بالكثرة، فلقد ظهر واتضح ومن باب الأحداث (المعارك) المتصلة أنهم لا يريدون إلا النفعية والارتهان لمآرب رخيصة على قدر من حب الدنيا كثير!
تماسك الجبهة الداخلية يعني في ما يعني، تنقية الثورة المباركة من الفاسدين اللصوص، أكان هذا اللص الانتهازي الذي يوسوس في صدور الناس من الجنة والناس.
لشديد الأسف، فمع معرفة كثير من الناس بهم، فإن سلوكياتهم تستوجب تنقيتهم، وتعد أمراً ضرورياً لنستوفي كرم النصر ورضوان الله ومباركة كل مؤمن. لقد غلبت المؤمنين كلمة وهي لن تغلب من قلة دليل على تنقية الصفوف من المتحوثين.

أترك تعليقاً

التعليقات