فضول تعزي
 

محمد التعزي

محمد التعزي / لا ميديا -
غير قليل هي المذكرات اليمنية التي تحدثت عن الثورة اليمنية الأم  سبتمبر 1962؛ غير أن من معايب بعضها هي الأنانية والحديث بإسراف عن الذات وتمجيدها، واعتبار بعض أصحابها أنهم لولاهم لما قامت الجمهورية! ورأيي الشخصي أن بعض هؤلاء الكرام الكاتبين ما وجدوا المكافأة التي لم يستحقوها أو المكانة التي رشحوا أنفسهم لها.
ولعلي قرأت ذات مرة يافطة مكتوباً عليها: «جمعية شهداء الثورة» أو رجالها... لست متأكداً.
أقول هذا بمناسبة قراءتي لمذكرات القاضي عبدالرحمن بن يحيى الإرياني، رئيس المجلس الجمهوري، وعنوانها: «مذكرات الرئيس القاضي عبدالرحمن بن يحيى الإرياني - الجزء الثالث 1967-1972»، والمصدرة بنبذة مختصرة بقلم الشاعر مطهر علي الإرياني، قريب القاضي وسكرتيره الخاص.
المذكرات لم تذكر مكان الطبعة، بل إنه ذكر تاريخ طباعتها الأولى 1443هـ/ 2020م.
لست بصدد دراسة هذه المذكرات ولا مراجعة فصولها، فذلك شأن السياسيين الذين عاصروا حياة القاضي من لدن الانقلاب على المشير السلال حتى صعود الشهيد إبراهيم محمد الحمدي (13 يونيو 1972). ولكن ما شد انتباهي هو بعض المواقف، وهي عبارة عن مفاصل تاريخية في كتاب «الثورة اليمنية 1992» تحتاج إلى كثير توضح من الذين عاصروا الأحداث عن قريب، وهي ثلاثة مفاصل:
الأول: ارتهان غالبية الثوار في اليمن سنة 1962 للسياسة المصرية، وعلى رأسهم المشير عبدالله السلال، رئيس الجمهورية.
الثاني: سحب جوازَي الأستاذ أحمد محمد نعمان وولده محمد أحمد نعمان!
الثالث: ابتزاز الثوار للثورة، انطلاقاً من مصالح شخصية.
والمذكرات مادة تاريخية ترصد العلاقات مع السعودية بخاصة، وكيف أن السعودية تعيد الماضي إلى الحاضر والمستقبل في جدلية حميمة!
كتاب مذكرات القاضي الإرياني ينبغي أن يكون في مكتبة كل مواطن يمني، من باب «اعرف عدوك»!

أترك تعليقاً

التعليقات