فضول تعزي
 

محمد التعزي

محمد التعزي / لا ميديا -

لا أعرف إذا كنت على صواب أو العكس إن طالبت بأن من حق الصحفي الأمين أن يطلع على بعض التحقيقات ليكون موضوعياً وألا يكون بوقاً للنظام - حقاً وباطلاً. وقد روى بعضهم لا أعرف إن كانت نكتة أو واقعية رويت، فقال إنه بينما كان يقرأ المذيع نشرة الأخبار ورد اسم رئيس الجمهورية بالغشيم بدلاً عن اسمه الصحيح، فأمر الأخ الرئيس بإعدامه، فذهب إليه وزير الإعلام وقال يا فخامة الرئيس إن هذا المذيع من بين كل المذيعين -وكلهم يحبونه- وصل في حبك إلى درجة أنه يكتب فيك شعراً، فأمر له (للشاعر) بخمسين ألف ريال. قد تكون هذه الحقيقة واقعية وقد تكون كتابة نكتة، غير أن بعض صحفيي "روز اليوسف" مجلة يسارية مصرية بين فترة وأخرى تنشر وقائع على سبيل ما ينقل عن "قراقوش" الحاكم المملوكي، وأن الرئيس الذي أظلم (عكس أنور) بمصباح "كامب داود" (كامب ديفيد) كانت له شهوة التنكيل بأي قلم يعارضه، بل إنه في فترة من فترات حكمه أمر بكافة معارضيه في السجن لا فرق بين مسيحي ومسلم، كالبابا شنودة، الذي نفاه إلى سانت كاترين في سيناء، وكبار المثقفين الذين أرسلهم إلى سجون خارج القاهرة وداخلها. ونحن في اليمن غير الميمون بحاجة إلى مراجعة وقائع، بل حوليات الأنظمة التي تولت حكم اليمن، على الأقل في العصر الحديث، وسيساعدنا في إنجاز هذه الوقائع والحوليات أرشيف الدولة أو بعض المثقفين المعاصرين الذين -وبضمانات يرضونها- يعول عليهم كشف التاريخ، حلوه ومره. وبالرغم من وجود مراكز دراسات ودور بحوث فإن وضعها ولاعتبارات كثيرة لم يحقق إنجازات بحسب ما التزمت به حين الإنشاء، بما في ذلك ذكر وقائع وأحداث خطيرة تستشهد فيها بمقتل الشهيد محمد محمود الزبيري وإبراهيم محمد إسماعيل الحمدي.
لقد آن الأوان أن نكشف أحداثاً على درجة من الخطورة تضيء جانباً وجوانب من تاريخ يمننا المعاصر، لتكون معالم نستطيع من خلالها السير بهذا الشعب الذي عرف عن احترامه للقدوة وحبه للمصابيح المضيئة، ليعرف إن كان مستمراً في النور أو الظلمة.

أترك تعليقاً

التعليقات