ســوء خاتمـــة
 

محمد التعزي

محمد التعزي

ماذا كان ينقص أصحاب (العيب الأكثر سواداً) ليظلوا في مناطقهم وفي عاصمة البلد صنعاء، ويستمروا في النهب والسرقة وتجيير المشروعات الدولية لجيوبهم؟
ماذا كان ينقص رئيس الجمهورية (في الظل) الملياردير علي محسن الأحمر، ولديه عمارات وأبنية وملكية أراضي الجامعة (سهلاً وجبلاً) برسم أملاكه وأراضي الجنوب والشمال (مغصوبة)؟
ماذا كان ينقص الشيخ الزنداني صاحب العقارات وبعض الشركات الوهمية، عمدها بنيابة مجلس الرئاسة وحزب الإخوان المسلمين؟ ماذا كان ينقص مليونيرات الداخلية والدفاع و... و...؟
لقد فتك باليمن وجهاء النظام السابق الذين صمموا مؤسسات بميزانيات ضخمة... أولئك الذين قلدوا الخليفة العباسي هارون الرشيد الذي قسم المملكة العباسية بين الأبناء، فولي العهد له ما وراء النهر وخراسان، وللأمير محمد مصر وما وراء النيل.. وأخذ عليهما الرشيد العهد الأكبر ممهوراً بداخل الكعبة المشرفة في مكة المكرمة. فالمرحوم أحمد فرج له الساحل الغربي، ومحمد إسماعيل له حضرموت، وللضنين تعز، ومحمد علي محسن نصف المنطقة الشرقية، وشركة الأدوية للقاضي الذي قال عنه الزعيم الراحل إنه يريد (الكعكة) كلها، وبالنسبة للخطوط الجوية اليمنية فللكابتن القاضي!
أقول ماذا كان ينقص هؤلاء الذين كانوا سدنة النظام وأعضاء مجلس السَّرقة والنهب فيه؟
لقد عرت ثورة 21 أيلول، وبدرجات فضائحية، ورقة التوت، ولا نقول كشفت ما كان مستوراً، لأن كل شيء كان فاقعاً وصارخاً إلى درجة القرف والغثيان، وكان يفترض أن تكون هذه الفضائح الفظيعة واتخاذ إجراءات قانونية إزاءها ضمن مهام الثورة المباركة.
إن الثورة كانت على نظام كامل ومتكامل، ولم يكن عفاش سوى محلل ومشارك فساد مثل بعض (تروس) في العجلة خير تمثيل.. ولقد كانت أسباب تمرد علي محسن الأحمر (رئيس جمهورية الظل) هو سد واحد من حنفيات الفساد، وهو أن يبرز ويثبت الألوف من العسكريين الوهميين في الجيش والأمن بطاقاتهم الشخصية وأرقامهم العسكرية أمام مكاتب البريد لاستلام مرتباتهم، حينها أحس (رئيس الظل) بنوبة هستيريا جراء تطاول على فاسد (على رئيس الظل).
يصاب المرء بالدهشة حينما يعلم أن لصادق الأحمر لواء وهمياً يستلم مخصصاته شهرياً، هو وأخويه حميد وهاشم الذي يتربع الآن على منفذ الوديعة لينهب الملايين.. وقل هذا في إخوة الرئيس السابق وأبنائه و... و... الخ.
لم أصب بالدهشة حينما حصلت زوجة المرحوم محمد عبدالله صالح الذي سمعت إجابته على سؤال: أين كنت يوم قيام ثورة 26 سبتمبر؟ فأجاب بتلقائية الريفي الصادق: كنت بصنعاء أشتري مقاضي رمضان، بينما حصلت أرملته على ملايين الريالات كثمين لها بعد المرحوم!
باختصار إن النظام الذي طرده الشباب اليمني هو نفسه النظام في الرياض الذي يشتغل كدوائر تروس عجلة تحريك الوحدة والجمهورية، وكانوا أرقاماً حاضرة وبالحبر الشديد السواد في كشف (اللجنة الخاصة) دون حياء ولا خجل.

أترك تعليقاً

التعليقات