فضول تعزي
 

محمد التعزي

محمد التعزي / لا ميديا -

كان كثير من الحقائق التي تربط بين الأنظمة الرجعية والكيان "الإسرائيلي"، تعد نوعاً من المغامرات القولية، مهما دلت تلك الحقائق بالكثير من الأمثلة البصيرة!
ومن بين تلك الأمثلة أن الكيان التوسعي السعودي كان يقوم بمد الكيان اليهودي المحتل لفلسطين بنصف الميزانية، أو يقوم بسد العجز في أكثر الأحيان، وهذا ما كشفته الأمثلة المعاصرة، ليس من خلال الدعم المالي وحسب، ولكن من خلال الحلف الوثيق بين اليهود وبني سعود (والجناس هنا يقتضي التطابق في المعنى). فالإعلام العالمي يثبت وساطة "نتن ـ بالوعة" لمقبح من خسران (الاسم الحركي لابن سلمان) لدى "المربوش ترامب"، كيلا تطبق عليه عقوبات، لأن "المهلكة" السعودية هي ضمان لهم لوجود "إسرائيل"! ويصل الأمر إلى درجة البجاحة، وهي ما تقتضيه الماكيافيلية الجديدة؛ فعلاقة دول "الخليج" بكيان اليهود لم تعد سبّة، وإنما مثار اعتزاز وفخر. ومثال ذلك تلقي حضرة صاحب الجلالة خادم الحرمين الشريفين إهانات فضائحية من قبل "المربوش" ترامب، وبلكنة مكسيكية فصحى لا تجد لها تأويلات كل لغات العالم مخرجاً: "قلت لسلمان لن تستمر مملكتك أسبوعين دون حمايتنا لك"، فاستساغ جلالته هذه الإهانة، واعتبرها ضمن ضمانات صريحة يفخر بها جلالته وأسرة جلالته، بمن فيهم "المنشار" مقبح هلكان/ خسران.
ذات مرة توسط أحد مستشاري الملك فيصل -أحسبه "رشاد فرعون"- إلى جمال عبدالناصر، أن لا داعي لذكر السعودية مقترنة بالرجعية العربية وعملاء "إسرائيل"، فرد عليه جمال أن على جلالة الملك أن يوجه قنواته الدبلوماسية في الخارج بعدم لقاءاتها بعملاء "إسرائيل"، فإن ذلك يستفز كل شعور ديني قومي! وآخرها لقاؤك يا حضرة المستشار في مقهى ألماني غربي، قبل 20 يوماً، بضابط موساد!
ما يدعو إلى تثبيت حقيقة مثل مصري هو "اللي اختشوا ماتوا"، أن عربان الخليج بدؤوا يتباهون بصداقة "إسرائيل" إلى درجة أن تتباهى أميرات حضرة خادم الحرمين الشريفين بثمن الهدايا التي قدمنها لحرم ترامب وابنتها زوجة كوشنير..
بل إن واحدة من هذه الأميرات "فخرت" أخرى بأنها أرسلت طائرة خاصة إلى باريس، مفوضة عميلتها في محلات "إيف سان لوران" باختيار هدية عبارة عن ساعة ألماس وفستان من الحرير المطرز بالألماس وحقيبة ومناديل ممهورة بالفيروز النادر، كلفة كل ذلك مليون ونصف مليون يورو. و"فخرت" أميرةٌ أميرةً أخرى بأنها أرسلت طائرتها لتجلب طعام العشاء من "مكسيم" باريس للسيدة ترامب.
قالت صحيفة "لوفيجارو" الفرنسية إن سبب "نشر" خاشقجي أنه كان ينوي نشر غسيل بني سعود عبر محطة تلفازية ينوي تأسيسها. قلت ربما فكر المنشار "مقبح بن هلكان" أن الغسيل المنوى نشره نسخة قديمة، والمطلوب نسخة محدثة كأداة القتل "السلمانية": النشر ثم الإذابة بالأسيد ثم هدم البيوت على رؤوس أصحابها في اليمن الأشقى بجوار آل يهود.

أترك تعليقاً

التعليقات