فضول تعزي
 

محمد التعزي

محمد التعزي / لا ميديا -

نحن -مواطني تعز- نؤكد أن هذا الحشد الأكبر الذي ظهرنا به إنما هو استجابة لسيد الأنصار، وهو استجابة متوازنة للوطن الذي شبع تقتيلاً وتدميراً حد الخراب من قبل عدو كنا على وشك أن يكون الزمان قد أنسانا حدة الثأر لحجاج بيت الله الحرام 1934م، وتعذيب اليمنيين حتى اللحظة بالاحتقار وغمط الحقوق، والمعاملة السيئة. غير أن السعودية بعدوانها المجنون على اليمن أثارت -وبكل قوة الاسترجاع- المواجع وما كان لها أن تنسى لولا أن هذا العدوان تجاوز مذبحة تنومة مرات ومرات، وإن كان مختلفاً تسليحاً وتكتيكاً وتجميعاً وتحشيداً لكل عبيد العالم وحثالات أشقيائه.
إن تعز تختلف عن أي محافظة أو مدينة في بلادنا، ذلك أن بعض أبنائها ساهموا في تدميرها بفعالية أكثر من أي عدوان آخر. ويحسب كثير من الناس أن هذا الحشد الفخم الذي ظهر به أبناء تعز الواقعة بين أبرز ثنائي يتكالب -في شهوة دمارها- وهما: السلفيون بقيادة القاعدي "أبو العباس"، والمقابل له الداعشي حمود الشرعبي المخلافي. هذا الحشد "التعزي" كان خروجه بهذا الحشد لأول مرة تصحيح المفهومات الخاطئة عن تعز. ولعل أوضح مفهوم يتمثل في أن تعز ترفض العدوان. وهنا تبرز الحقيقة، وهي أن أبناء تعز لم يصلوا إلى ميدان المولد الشريف الأبعد عناء وتعباً لأن المرتزقة قطعت الطريق فأصبح الاتجاه الذي كانت مسافته في الأيام تقطع بـ20 دقيقة أصبح هذا الطريق يتجاوز الـ7 ساعات بما فيه من الأخطار والأهوال كما لو كان طريق جهنم. ولعل عبارة من عالم الأسطورة زفها إلى مسامعنا أحد مثقفي تعز: "لقد صدقوا حين قالوا إن الحوثي يلجأ إلى السحر، وأكد ذلك هذا الحشد التعزي الذي استجاب للشعوذة فخرج أبناء تعز الذين احتشدوا بفعل السحر ليس أكثر"، سألته: ولم لم تنسحر أنت؟! قال مجيباً: لأن الحوثي صمم السحر لأصحاب تعز في إطار جغرافي معين. سألته: وغير تعز كبقية المحافظات التي خرجت بقضها وقضيضها؟ قال: ألم تعلم أن الحوثيين بكل البلاد، فكل حوثي صمم سحره لمحافظته أو مدينته. ونعود للتذكير مرة أخرى فنقول إن هذه المحافظات كانت ستحضر بمظهر أكثر إغاظة للعدى في الداخل والخارج لو أن الطريق كان مفتوحاً.
إن تعز بلد ابتلاه الله بعقوق بنيه، وإنك لتعجب من ابن عاق يحاول بقدر الإمكان أن يدمر ما بقي من حنان أمه ليكون مجنوناً خالص الجنون.

أترك تعليقاً

التعليقات