فضول تعزي
 

محمد التعزي

محمد التعزي / لا ميديا -
لا أخفي عليك قارئي العزيز أن كفي كانت على قلبي؛ فلقد توقعت أن يبلغ الحمقى أقصى درجات الحماقة، فيغامرون بإعلان الانفصال عن اليمن الواحد. والحق أن الفكرة قد دارت في أذهان بعض المرتزقة، بل إنهم قد عرضوا الفكرة على أعراب الخليج؛ غير أنهم فوجئوا بنصيحة مفادها أن هذا الإعلان ليس وقته الآن، فلا بد من تهيئة الجو المناسب، بل إن هناك أخباراً تسربت عن كثير من قيادات جنوبية، أمثال علي ناصر محمد ومحمد علي أحمد والمنفصل سابقاً علي سالم البيض وعلي سالم الحريزي، وأبناء القبائل الوجهاء والأعيان في شبوة وحضرموت وأبين...
لقد يكون من الحق أن الوحدة تعرضت لابتزاز من النظام القديم، وتحديداً من الانتهازي اللص الكبير علي صالح، والذي استخدم عبارة «مَعْ» عندما كان «البيض» يذكّره بما اتفق عليه معه، فكان إعلان علي سالم رفد فعل لكلمة «مَعْ» المستفزة، فعلي سالم اتهمه كثير من رفاقه في المكتب السياسي واللجنة المركزية في الحزب الاشتراكي اليمني بأنه عميل إمبريالي وبائع مبادئ الحزب وقيمه العليا للشمال الرجعي الأمريكي!
وإذا كانت حقائق التاريخ لا تخضع لاحتمالات الظن والنيّات، وإنما يثبتها الواقع، فإن علي صالح اعتبر الوحدة ساقية لعسل حضرموت و»كرينات» ميناء عدن و»مداخن» غاز شبوة، يصب جميعها في حِجره عملة صعبة بملايين الدولارات، كقارون جديد!!
وبدوري أسأل حكومة الإنقاذ: أين هذه الأموال؟!
لقد تقاسم «علي فاسد» مع رجاله غير الأوفياء الأرض والغنائم الوحدوية، بل جعلهم موظفي مكاتب أمانات يقومون كالقائمين اللصوص على الصدقات والزكوات، والجميع يعرف من هم.
الوحدة مصلحة وطنية وعقيدة دينية و»بئس الاسم الفسوق بعد الإيمان».
نحتاج من القيادة أن تعلن إلغاء قانون التأميم الذي أصدره أشقاؤنا «المشعّبون» أيام التشطير، فلقد أمَّم الاشتراكيون، وأفاد صالح. فإذا كان التأميم نهب حقوق الناس بغير حق، فإن الزعيم صادر هذا الحق لنفسه، وسلوا «الشعبي» ومعه «غانم»، وآخرهم «مقولة». أين أراضي عدن؟! ومع الطريق سلوا مكاتب العقارات التي فتحت كوكالات لبيع الأراضي، ومنها مكتب علي محسن الأحمر ورفاقه الحُمر والسود والبيض... إلخ.
الوحدة قدر شعبنا اليمني، ولم يقدر المرتزقة إعلان الانفصال، خوفاً من شعبنا في الجنوب قبل الشمال، وليسقط الريال والدرهم والدولار!

أترك تعليقاً

التعليقات