فضول تعزي
 

محمد التعزي

محمد التعزي / لا ميديا -

تباهياً بالقرآن الكتاب المبين والصراط المستقيم اختارت ثورة 21 أيلول شعاراً سلوكياً لها، وهو "المسيرة القرآنية"، ومعنى هذا الشعار هو أن يسير الحاكمون على هدى القرآن عدلاً ومساواة، وكل ما من شأنه أن يعيش كل يمني حياة كلها أمان وحرية واستقرار في ظل شرع الله عز وجل، ومن أحسن من الله حكماً لقوم يؤمنون، وحسبنا مثالاً نضربه الرشيد الصماد، سلوكاً قرآنياً، نظافة يد وورعاً وزهداً وشعوراً بالمسؤولية، وهو القائل: "لو اختارني الله إلى جواره لن يجد أولادي مسكناً ينامون فيه، ولن يجدوا إلا أن يعودوا إلى القرية". وقد قال في إحدى المناسبات، وكان حديث عهد بالرئاسة: "لقد جمدت أكثر من 54 طلباً، واحد يشتي نائب وزير، والآخر وكيل وزارة، وأحدهم سيارة، والآخر بيتاً..". وعندما ظهر سلوكه للحياة والناس كفوا طلباتهم، لأن الصماد مثل هذا السلوك القرآني النادر، فأصبح قدوة، ومثله الأخ محمد الحوثي الذي تسلم رئاسة اللجان الثورية، فلقد أعجب سلوكه "السوي" كل الذين عملوا معه، بمن فيهم شباب الخدمة في مداخل القصر الجمهوري وداخله، فلم يمر يوم على رئاسته إلا وزاده الله توفيقاً، فظهر سلوكه قرآناً عملياً، فأعجب بسلوكه الولدان قبل الكبار، فخرج من القصر الجمهوري كما دخله يحمل حقيبة ملابسه وحسب. 
لقد كرست أنظمة الحكم في الوطن الإسلامي والعربي، عادات وتقاليد كلها ظلم وظلامات وجور ومحسوبية ورشوات، مما يجعل الأميين يتمنون ما تمناه أصحاب قارون: "يا ليت لنا مثل ما أوتي قارون إنه لذو حظ عظيم"، مما جعل الحال في الواقع ينقلب إلى حال مغاير، فليس حال الوزير أو القائد العسكري مثلما كان في الماضي عمارة أو عمارات وسيارات وأرصدة "جهنم" تقول هل من مزيد، ولم يفعلها غير قليل من الناس.
يا أيها القائمون على المسيرة القرآنية، إن هناك مطبات معرقلة في طريق المسيرة.. هم أعداء الله من مرتزقة الداخل يشوهون مسيرتنا. 

أترك تعليقاً

التعليقات