فضول تعزي
 

محمد التعزي

محمد التعزي / لا ميديا -

"الرأي العام" مادة مقررة على المخبرين وطلاب الإعلام لقياس الاستجابة وعدمها على السواء. وقد رصد إعلام ألمانيا أن الشعب لن يجدد انتخاب ميركل مرة أخرى، لأنها لم تضع زهرة حمراء على صدريتها بمناسبة عيد الحب "فالنتاين"، وقالت مواطنتها على صحيفة "دير شبيجل" إن ميركل ينقصها الرومانسية!
إن العالم يرصد مثل هذه الظاهرة ولو كان صاحبها فرداً واحداً، بينما لم يعلق أحد من الرومانسيين أو الكلاسيكيين على هذا الخروج الأسطوري للشعب اليمني ظهيراً ونصيراً له، ليقول الحق أو بعض الحق وأن هذه الأمة اليمنية صاحبة أمر ونهي، وأن من يرى بعينه وقلبه لا يمكن أن يتجاهل هذه الملايين في كل عواصم المحافظات اليمنية.
إن هذا الخروج، رجالاً ونساء، هو استفتاء شعبي يؤكد أن اليمنيين قد أكدوا أن من حقهم القرار المستقل والسير نحو كرامة حاول إهدارها أحفاد سجاح ومسيلمة ورجال شيخ نجد والذي يرجع صدى قوله بالأمس: "ما أنا بمصرفكم وما أنتم بمصرفي" حينما أغمض عينيه من الفاجعة الكبرى، وقد أخذت موقعها في السبعين والاستاد الرياضي لتطلق صيحة الحق ضد الباطل وأهله. هل يظن عاقل أن هذا الزحف الهادر ليس بشراً وإنما هي لعبة بلاستيكية بأشكال الرجال والنساء، وهذا الخاطر لا يستحي من قولة أهل الحرب الضروس أهل العدوان إذ قالوا يبررون عجزهم وجبنهم وهوانهم إذ قالوا إن "الحوثيين" سحرة وأن قوة قاهرة لا يمكن أن تقف أمام هذا السحر مهما كان العالم الأمريكي والأوروبي والأعرابي يملك هذه القوة الغشوم التي تخدرت وذلت وانحسرت أمام صرخة الأنصار وأبناء الأنصار.
في خروج الحشود لإسقاط الزعيق والزاعقين، الزعيم والزعماء، تنافس الموقعان، السبعين والستين، فلجأ الطرفان إلى الرياضيات ليحلوا المسألة: من الأكثر جمعاً، صالح وأصحابه، أم الشعب وأهله؟ فرصد كل طرف قياس المسافة بين قدم وأخرى بالمسطرة والقلم.
العالم أعمى، فلم يسعه أن يرى هذه الملايين البشرية ليكون الحياد الإيجابي وعدم الانحياز. ونحن نعلم أن مقبح بن هلكان قد اشترى هذه العوالم، من الفراش حتى رئيس الأمم المتحدة، وألا أخلاق ولا خلاق لهم، وأن المادة هي الإله المعبود.

أترك تعليقاً

التعليقات