عبده الزنداني
 

محمد التعزي

محمد التعزي

لم يعد الشعب اليمني قابلاً للقطران. وبناء على هذا فإن بإمكانه أن يفرق بين العالم الرباني والعالم البهتاني، وبين الذي يذهب للعمرة في مكة والذي يذهب للحج في الدرعية؛ وفرق بين من يهاجر إلى أم قيس وآخر يهاجر ليضع الإحداثيات لقتل إخوانه من أبناء اليمن ولو كانوا أقل أو أكثر من العدد الذي رشحه الإمام غير الجليل عبدالله بن صعتر. والسؤال الآن: ماذا يفعل المذكور مع أخ له في الإحداثيات يدعى عبدالمجيد الزنداني، في الرياض وما حولها؟ لقد أجبنا على السؤال في حديث سابق، وقلنا إن النظام، ويعني system، الذي ثار عليه شعبنا اليمني شباباً وشيبة، كان موجوداً في صنعاء، ثم انتقل بقضه وقضيضه إلى عاصمة الإحداثيات (الرياض)، وكان الشيخ غير الجليل ولا الأجل عبده الزنداني واحداً من تروس عجلة هذا النظام، ولم يجد هذا الشيخ غضاضة في أن يعتذر لفتيات وفتيان الثورة، ويعلن أمام الجميع في الميدان أن هؤلاء الشباب أحرجوه، علماً بأن الشعب اليمني يعلم أن عبده الزنداني كان عضواً في مجلس الرئاسة، أعلى سلطة في الـsystem العفاشي، وكان ولا يزال هادياً ماهراً كصديقه الذي ما كان يخالف له أمراً، المقتول الحادي الماهر علي فاسد، والذي لم يكن وحده رئيساً.. كان الزنداني رئيساً، وكان الأحمر وأبناؤه رؤساء، وكان علي مفسد أو علي مسيء رئيساً، وكان أحمد فرج والضنين والقاضي ومحمد إسماعيل و... و... و... رؤساء.
والسؤال موجه لعبده الزنداني: ألم تعلم أن العالم الرباني هو الذي يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر؟ فلم لم تأمر بالمعروف وتنه عن المنكر، وأنت في سدة الحكم وترس في عجلة النظام؟ لماذا أحرجك الشباب يا رجل؟ ولم أنت في الرياض الآن؟
يعرف الشعب ـ إلا من (تخونج) ـ أنك أمرت علي فاسد أن يرسل مئات المقاتلين إلى أفغانستان دعماً لرفيقك في الجهاد بن لادن، وأقر عينك (علي مسيء) بأن فتح معسكر الفرقة للتدريب والسلاح، ليكونوا تحت إمرة (المارينز) الأمريكي في (قندهار) و(كابول)..
لقد كنا نسخر من بعض الكتابات التي تفضح بعضاً من سلوكك، ونتهمها بالإلحاد، تنزيهاً لك، مهما بلغت هذه الكتابات من الحقائق، إذ رمتك بصاحب عشرات العمارات في صنعاء وأمريكا، واستثمارك الذي باعت من أجله الأرامل والصبايا حليهن (شركة الأسماك)، ومئات ألوف الدولارات التي أسهم بها مغتربو (ميتشجان ـ ديترويت) وبقية الولايات لكفالة الأيتام، وملايين الريالات التي جاد بها مطاوعة بلدية الرياض (وعلى رأسها الشقي سلمان أمير الرياض) لمحاربة الشيوعية الحمراء في اليمن المبارك!
أما نحن يا شيخ عبده فنفهم أن العالم الرباني هو الذي لا يعبد الدنيا وزينتها، هو العالم الذي يجد في قلبه ورعاً وخشية لله، فهو يساوي بين الشرك بالله وقتل النفس التي حرم الله، ويعلم الله والراسخون في العلم والجهل على السواء أن من قتل نفساً، يمنية أو صينية... كمن قتل الناس جميعاً، وأن كسرة خبز حلال على مائدة ذكر الله أفضل من (قعود) كبسة على مائدة إحداثيات لقتل المستضعفين في كاهل تهامة وأغوار الجوف ونهم.
والسؤال الأخير: ماذا تعملون في الرياض؟!

أترك تعليقاً

التعليقات