فضول تعزي
 

محمد التعزي

محمد التعزي / لا ميديا -
في مدينة القاهرة، بمصر العربية، تركب الباصات وسرعان ما ينط رجل ملتحٍ وبيده رزمة سندات تحصيل، وربما تطفر عيناه بالدموع، ما تيسر لبناء جامع أو مدرسة في «كفر» من الكفور. وقال أحدهم للرجل الملتحي بلهجة قاهرية: «يا عم روح انت وجماعتك، اتقوا الله فينا، الناس مش قادرة تاكل، ما تاخدوا من عمك الرمان، أهو سرق المليارات من الغلابة باسم الفقراء، ولا من شاف ولا من دري، يخرب بيته واياك».
واتضح -كما يقول أهل العلم- أن هذه التبرعات تجمع بالملايين لحساب جماعات التكفير والهجرة وجماعات «التوحيد»، «عصائب الحق»، و»جماعة السنة المحمدية» المعروفة بتخريصها على آلاف المصريين باعتبارهم جواسيس وصنائع استعمارية، ويعد «فرج فودة» و»سلامة موسى» على رأس هؤلاء الأقباط.
ولا مانع لدى هذه الجماعات أن تعد طه حسين وأحمد لطفي السيد أيضا من أذيال المستعمر الأجنبي في مصر الكنانة. ولا بأس أن يحشر معهم إلى النار الرئيس جمال عبدالناصر، الكافر الذي قتل الشهيد سيد قطب، صاحب «في (ضلال) القرآن»!
ولعل حادث «المنشية» بالاسكندرية عام 1954 قد شهد محاولة جماعة الإخوان المسلمين اغتيال جمال عبدالناصر. والشاهد هنا أنه في رمضان المبارك يطرق بعض الجماعات أبواب التجار الذين قد يحسنون الظن ببعض الإخوة الذين يتظاهرون بالصلاح لتوفير ما تيسر لبعض الجماعات الإرهابية الذين يسيطرون على بعض آبار النفط في شبوة وحضرموت. فلنحذر من هؤلاء.
تقبل الله من أهل الخير صدقاتهم. وهناك ملاحظتان: وهما:
الأولى: أن بعض التجار يعطي سلة غذائية كاملة وعند الصرف تحذف بعض المكونات كالزيت والسكر والشاي ويوقع المستلم على جميع المكونات.
الملاحظة الثانية: أن بعض التجار يكلف صبيانه وبعض المأجورين بالاصطفاف مع طابور الصدقة ليشتروا السلة الغذائية بأبخس الأثمان، مستغلين حاجة الفقراء الذين يحاولون شراء ملابس العيد لأطفالهم أو قضاء بعض ديون المخابز أو البقالات، فيعطي بعض التجار الفقراء باليمين ويأخذونها بالشمال. فليتقِ اللهَ هؤلاء، وإنما يتقبل الله من المتقين.

أترك تعليقاً

التعليقات