فوقهم.. فوقهم..!
 

محمد التعزي

ينتاب المرء إحساس بالحزن الشديد والألم الممض حين ينتظر الأخ العربي المسلم رقيق الحال، من أخيه العربي مساعدة لينفذ برنامجاً تنموياً أو مشروعاً عمرانياً، فيفاجأ هذا الأخ بآلات دمار وخراب تهلك الحرث والنسب، ويبدأ في ليلة حالكة الظلمة والسواد، ليروع الآمنين، فيقتل الشيخ والمرأة والصبي، ويدمر المدرسة، وينسف الطريق، ويهدم البيوت على الرؤوس.. ولا يكتفي هذا العدوان بذلك، بل لا يكاد يفرغ من تدمير هذا الحي، حتى يباغت النوّم الرقود في الحي الآخر، فيساق اليمانون ليلاً ونهاراً إلى الموت وهم ينظرون، بدون ذنب اقترفوه، ولا جرم ارتكبوه، إلا أنهم جيران لجار سوء يريد أن يتمرن على القتل وسفك الدماء والدمار، ولأن الفتك والقتل لا مبرر له، رأى هذا العدوان المراهق أن يؤذن بالعداوة والبغضاء من عاصمة الكبر والشيطنة، التي هي الطاعون والطاعون أمريكا، ودفق المليارات المعلنة والخافية للشيطان الأكبر والأصغر رشى لشراء السلاح والضمائر، والسيد (بان كي مون) عندما أراد أن يبتز العدو السعودي، فوضعه على القائمة السوداء (the black list)، سحب ضميره وقال بالحرف الواحد إن السعودية ستوقف مخصصات تمويل برنامج الأمم المتحدة، ولم يحترق هذا (the monky moon) بضميره الكيلينكس، فرفع حينئذ اسم المملكة السعودية من تلك القائمة السوداء.
أحدث أسواق السلاح، بحرية وبرية وجوية، جلبتها هذه السعورية (من السعار)، ليس هذا وحسب، وإنما سارعت إلى أسواق الرقيق، فاشترتهم بأثمان بخسة، وقدموا إلى اليمن (قتلة) مأجورين موزورين.. ومع هذا العدوان استجاب الله لدعوة مظلومي اليمن، فتكرر وعده سبحانه وتعالى (لنهلكن الظالمين)، و(كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة)، و(لينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز).. ولم يصدق أحد حتى أنا المغتر بمال خرافي يملكه بنو سلول، أن بإمكان أفراد من شباب اليمن لا تزيد مجموعة منهم عن 8 أفراد، اقتحام معسكرات معززة بالرادارات والسلاح الفتاك في البر و(أباتشي) الجو، فتسقط هذه المعسكرات بعد أن يوجه اليمانون إنذاراً لهؤلاء الذين هربوا واختبأوا في جحورهم، كأسلوب من أساليب الرأفة والرحمة عبر مقولة (سلم نفسك يا سعودي)، وعبارة ترافق المجاهدين (فوقهم.. فوقهم).
كالعادة بدأ المسؤولون في مهلكة الذل يذيعون مع أخبار الطقس أن (مقذوفات) -ومقذوفات وحسب- تهدد الحدود، فربما ارتأى بعض عقلائهم المجانين أن تقال الحقيقة، فصرح (المعلمي) أن الحوثيين بدؤوا يستعملون الصواريخ.. فالمقذوف لا يمكن أن يزيح آلاف الأسر السعودية من مناطقنا المحتلة (جيزان ونجران وعسير).
حتى الآن ـ أقولها باعتراف جريء ـ لا أكاد أصدق أن هذه الجارة (الشقيقة) كأوسخ ما يكون الصداع، يسقط كبرياؤها على هذا النحو المذل المرفق بالهوان، فلم يعد السلاح ولا الرقيق النخاسي قادراً على النيل من اليمنيين.. وبينما يحاصرنا العالم المنافق المشترى بالريال السعودي، جوعاً وصمتاً، تتوالى الآيات، آيات النصر، بشارة بعد أخرى، وليست آية (العند) إلا واحدة من هذه البشارات التي تنجز وعد الله لأوليائه المظلومين.
لسنا بحاجة لعنوان: (آيات الرحمن في جهاد الأفغان)، وإنما نستطيع أن يصغي العالم العدو والصديق لعنوان شاهد هو (يكذب الزور والفند ما تحقق في تهامة والعند).

أترك تعليقاً

التعليقات