فضول تعزي
 

محمد التعزي

محمد التعزي / #لا_ميديا -

نبحث عن مثقفينا، أدباء وشعراء ومفكرين، فلا نجدهم، صوتاً وكتابة وصورة، مع ادعاء غالبيتهم الوطنية، وأنهم وقود الثورات من أجل الشعب. ولا أعلم سبب الغياب الذي بخدم ـ فقط ـ العدوان ضد بلدنا المقتول!
أعلم أن وجهة النظر تختلف حين يكون الخلاف حول أمر ما، كأن يتعلق المعطى بأسباب شخصية صغيرة، أما أن يكون الأمر متعلقاً بالوطن استقلالاً واستقراراً، فعيب قوي!
شغلنا هؤلاء المثقفون بتحديد مواقفهم أيام النظام السابق الذي اتهمه هؤلاء بالعمالة للسعودية مقابل بيع الوطن، ولقد دفع هؤلاء الثمن بالسجن الذي تحول فيه التيار الكهربائي من إضاءة الغرف الشديدة السواد والرطوبة، إلى صعق بالكهرباء، مع ما تيسر من قلع الأظافر، كما لو أن هذه المعاناة شهادة للوطنية والتقدمية، والسبب في ذلك معاداة الشقيقة الكبرى السعودية، فإنه لما قام فتية من أبناء الشعب اليمني، وبدافع من الغيرة الوطنية، ليخلصوا الشعب من أن يكون خلفية وتابعاً للقرار السعودي اليهودي العميل، وجدنا هؤلاء المثقفين يصمتون كما لو كانوا خرساً فاقدي الأحاسيس والشعور، ولا يستطيع المرء تفسير هذا السكوت إلا بتفسير واحدة وهو أن هؤلاء كانوا مزايدين بالوطنية، يعملون لصالح العبودية والعمالة للعدو كمخبرين حقراء.
إن أسماء لامعة قامت شهرتهم على أساس الوطنية والنضال الثوري، تلوذ ـ الآن ـ لا يقول بالصمت المخجل المريب، بل بالتأليب والإعلام بخفاء وعلن، فتدين أنصار الله، يكادون يقولون إن صواريخ الطائرات التي تهدم البيوت فوق ساكنيها هي من أنصار الله، وأن الحصار الظالم والإفقار المستمر هما صنيعة الحوثي.
ليس من شك أن الولاء للمصالح الحزبية والشخصية هو وراء هذا الصمت العدواني المخيف. والسؤال: متى ينتهي هذا الصمت البليد؟! عيب قوي أن تخرس ألسنة هؤلاء عابدي مصالحهم، فالوطن أعلى وأجل.

أترك تعليقاً

التعليقات