فضول تعزي
 

محمد التعزي

محمد التعزي / #لا_ميديا -

يا أنصار الله "خيرة الله عليكم، وعند الله وعندكم"، لغة أهل تعز بعد أن يطفح بهم الكيل، لقد ظهرتم كشمس، ساد البلاد والعباد ظلم جائر وفساد ظاهر، واستبشر بكم الشعب كل الشعب من أقاصي صعدة وحجة حتى شبام والمهرة، تردون لصاحب الحق حقه، وترفعون من على كاهل الضعفاء أعباء ثقالاً، أعرض من الجبل وأروع من الوحوش الضاربة، فلم لا تستمرون في ركب المسيرة المظفرة ترفعون الجور وتنصرون المظلوم وتجازون المبطل؟! فعندكم القانون واللوائح لتجزى كل نفس بما كسبت، لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت. أما والله لو شئتم لفعلتم، ولو اجتمع الناس على أنه لا وجود لقضاء عادل لصدقوا وما كذبوا، فكيف إذا استمر الظلم بكل مظاهره؟! والحل الوحيد هو اجتثاث القضاة المفسدين، وهم جزء من البنية العميقة للنظام المقتول والذي أكثر من الفساد فصب عليهم ربك سوط عذاب.
يا أنصار الله، لا تكونوا من الذين قال الله فيهم: "كلما دخلت أمة لعنت أختها"، فلا مانع يمنعكم أن تجتثوا بقايا النظام في كل مؤسسات الدولة، والذين أثروا ثراء فاحشاً ومنكراً كما لو كانوا يخرجون ألسنتهم شماتة بالمواطن الحر النزيه النظيف. يا أنصار الله، لقد ساءكم كما ساءني بعض المفسدين الذين يضعون أول خطاهم باتجاه الثراء الفاحش على جباياتهم من عربات الطماط و"البيعة"، بحجة دعم الجيش واللجان الشعبية، بحجة دعمهم "المجهود الحربي"، كذباً وافتراء على الله والضمائر "الصحوة"، فأين المخابرات ورجال التحري؟! إن العدوان الأعرابي قد دخل كل مدخل بغية الإرجاف والنيل من المسيرة الظافرة المظفرة. لا خير فينا إن لم نقلها، ولا خير فيكم إذا لم تقبلوها.
إن الظلم مهلك الدول. ورواية أحكيها للعبرة: كان الإمام أحمد حميد الدين قد وصلته برقية كيدية خلاصتها: "يا أمير المؤمنين، إن لم تنصفني فإن عليك ما حملت من أمانة ومسؤولية أمام الله يوم تسود وجوه الظالمين... الخ، فاتق الله فينا إن تزل قدم بعد ثبوتها...". وللقصة بقية. 

أترك تعليقاً

التعليقات