فضول تعزي
 

محمد التعزي

محمد التعزي / لا ميديا -
بين فترة وأخرى يسلم بعض المسؤولين ذممهم المالية لجهات رقابية. وعادة ما تصاحب وليمة التسليم كاميرا التلفزيون، ثم تذهب هذه الذمم -النحيفة- لتنمو سمناً جلفاً وبغيضا، فلا تتسع لها الأبواب للخروج. وللمرء أن يسأل: لماذا تموت هذه الذمم في سلة النسيان؟! بمعنى أن كشف الذمة يضيع. والسؤال للأخ مفتي الجمهورية: إذا اتضح أن هذا الذي بلا ذمة قد سرق ونهب وأثرى وعمر وديّر هل يحق للدولة أن تصادر ثروته لصالح الأمة؟!
إن كثيراً من الذين يسلمون ملفات الذمة المالية يواجهون هذا السؤال الكبير الخطير المرير المثير: من أين لك هذا؟!
لا نستطيع تحديد الأسماء، فهي موجودة في غياهب الدولة، التي لديها إمكانات المراقبة صوتاً وصورة ورقماً. بل نتعدى مصلحة الفساد لنلتفت التفاتاً (بلاغياً) حيث يختلف الضمير من الخطاب إلى الغياب، فنسأل: كم هي ملفات الجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة؟! وأين هي؟! وما مصيرها؟! وإذا جمدت، فمن جمدها؟! ما اسمه وصفته؟!...
إن الأصل أن تكشف حكومة الإنقاذ ملفات الفساد بوضوح وشفافية.
لقد هالني ما شاهدت وسمعت من أرقام أسطورية عبر قناة تلفازية كشفت ثروة فاسدة سبق اعترافه بأنه حصلها هدايا وأعطيات من الأشقاء والأصدقاء!
هذه الأرقام المرفقة بالتاريخ والمكان والأشخاص، سبق أن وعد بصرف بعضها مصدر رسمي لموظفي الدولة وكلهم فقراء، ثم لا شيء كان!
والسؤال لمن أعلن: أين الوفاء بالوعد؟! واستفسار أول للجنة الحراسة القضائية التي كلفت بالتحفظ على أموال الشعب المنهوبة: هل هذه الأموال (المحروسة) ستصبح ملكاً للشعب المنهوب، أم ستعود للناهبين ليكون الحارس القضائي مجرد «حافظ» كيميائي يحفظ المنهوب من التلف؟!

أترك تعليقاً

التعليقات