فضول تعزي
 

محمد التعزي

محمد التعزي / لا ميديا -

ليست المسيرة القرآنية في جانب من جوانبها تشتمل على ما نسميه الانتقام الشخصي، فليس في توجهها أن تلتفت إلى الخلف وإن كان من واجبها تمييز الفاسد من المصلح والحق من الباطل. بعبارة ثانية: إن المسيرة القرآنية تأتي من حيث المصدر، ومن حيث مسارات قرآنية سبقت لا يمكن أن تقوم مقام التفتيش لعورات سترها أصحابها بغية أن يسيروا ضمن قافلة التوبة والإنابة. وكلنا خطاؤون وخير الخطائين التوابون، أي الذين أخطؤوا فتابوا، وإنما الواجب هو التدقيق في سلوك الانتهازيين الذين أكد المجتمع أن لديهم قدرات خارقة -أكثر من الحرباء- أن يبدلوا جلودهم وفق أي اتجاه يدر عليهم المصالح المتدفقة.
وإذا كان ضمن منهاج المسيرة القرآنية -كأصل من أصول منهجها- قراءة المسيرة القرآنية والسيرة النبوية قراءة جيدة، فإن الله جل وعلا قد بين نماذج من الناس سمَّاهم المنافقين، فأظهر جوانب من سلوكهم، ذلك السلوك لا نقول المشبوه بل على الحقيقة، قد رصدوا لله ورسوله، مما يجعل أي مسيرة مسؤولة عن اتخاذ هذه الشخصية "الحربائية" عدواً في الداخل تسخر إمكاناتها المريضة خدمة لمحاولة انحراف المسيرة وتوجهها في اتجاه مغاير ومضاد. ولا يكفي في هذا المقام البحث في السيرة الذاتية لنشاط هؤلاء من حيث معرفة سيماهم واللحن في أقوالهم، وإنما الشأن كله أن يعرفوا بسرعة تغيير جلودهم بحسب الركب العام والمرحلة التي تقبل التحول أو تتجه -بحسب فلسفة كل اتجاه وكل مسيرة!
في المقيل -كما هي العادة- يخوض (المخزنون) في أحاديث كثيرة تتناول جوانب شتى، فتعجب من هذا الذي يعلم إخوانه (المخزنين) أنه جاء من الريف القريب أو البعيد، قليل الخبرة عديم الموهبة، وإن هي إلا فترة خاطفة ليصبح قادراً على أكثر من "بورصة" يضرب ويجمع -والحسابة بتحسب- وكل شيء عنده موزون بمقدار، حتى الآن لما يزل هؤلاء ينتظرون الواقعة عليهم "يحسبون كل صيحة عليهم" وهم مستعدون أن يردوا ما نهبوا وما كان عليهم حراماً أن يأخذوه. ولكن فيما يبدو أن الأمور ليست مواتية في الوقت الحاضر.
وفي اختصار باسم الشعب اليمني نطالب القيادة بسن مشروع قانون لمحاسبة السرق والنهابين واسترداد الأموال المنهوبة والمسروقة.
إن المسيرة القرآنية تعني أن تنقّي وتغربل وتزيح العقبات خوف تعثر المسيرة لتصل إلى الهدف الجميل.

أترك تعليقاً

التعليقات