فضول تعزي
 

محمد التعزي

محمد التعزي / لا ميديا -
ثلاثة آلاف يوم من تدمير اليمن وأهله.. ألوف القتلى والجرحى، ومن لم يمت بالصاروخ يقتل بالجوع والمرض والإحباط واليأس والجنون، والشعب من بقايا العاجزين والمرضى يمارسون عقيدة اليسر بعد العسر والفرج بعد الشدة، بينما أعراب الخليج ينعمون بنفط اليمن وغازه، بينما تسرق ثرواته من الذهب والفضة ويتم تهريب آثاره اليمنية من تماثيل الذهب ومخطوطاته النفيسة... الخ.
الحرب الأعرابية ماتزال متصلة، فمدافع السعوديين مازالت تقتل المئات من مواطني صعدة وحجة عُزلاً وقرى ومديريات، ويقال إن السعوديين يقايضون العمانيين على بعض الأمور السيادية بين البلدين، بينما العمانيون يرفضون هذه المقايضات، علماً أن العالم يعرف أن عمان سجلت موقفاً جديراً بالتقدير الإنساني حينما رفضت على لسان وزير خارجيتها يوسف بن علوي بن عبدالله قرار مجلس التعاون «السعودي» بالحرب على اليمن، وسأل سؤالاً أحرج الأعراب: ماذا سيقول لنا جيلنا إذا انخرطنا في الحرب ضد اليمن؟!
لنا -قبل أن نطلب إلى الآخرين المساعدة- أن نساعد أنفسنا، ففي حمأة اندفاع الثورة، سميت جهات لرفد فعالية الثورة بأكثر من رافد، أذكر منها مسؤولي المحافظات والجهة الثقافية مقابل دعم مالي، ويقول كثيرون إن هذه المسميات يصدق عليها بعض الأمثلة الساخرة «ظننت ظناً فخاب ظني.. ظننت فقيها طلع مغنّي»! بل إن بعضهم يذهب فيقول إن بعض المسؤولين عن هذه المناطق يقوم بعملية ابتزاز باسم أنصار الله، وواجب المخابرات أن تقوم بالتأكد من هذه الفرضية، بالمقارنة مع الملايين التي صرفت لهذه المسميات والجهود التي قامت بها؟!
السعودية تحارب وتدمر أبناء اليمن، تنتهك أعراضهم بالسجون رجالاً ونساءً، وتتبع نظام الترحيل لليمنيين: نصف مليون مغترب وعشرون ألف معتقل وعشرة آلاف قتيل صدرت فيهم أحكام القضاء «المردوخي» النجدي بدون محاكمة.
موظفو الصليب الأحمر يستلمون مرتباتهم من السعودية، ومبعوث الأمم المتحدة والمندوب الأمريكي أيضاً إلى جنب مع رشاد والحميري وعبده الزنداني وصعتر... الخ «وإخ»!
تعبنا انتظاراً وشبعنا موتاً، مرضاً، فشلا كلويا، سكتات قلبية، انتحاراً، جنوناً، يأساً، وعليمياً وزندانياً وصعتراً، فإلى متى؟!

أترك تعليقاً

التعليقات