عن القائد وحركة ١٣ يونيو
- محمد ناجي أحمد الثلاثاء , 20 يـونـيـو , 2017 الساعة 10:48:37 PM
- 0 تعليقات
كان الرئيس إبراهيم محمد الحمدي من مواليد قعطبة، وأمه من تلك المنطقة الوحدوية في تماسها وإزالتها لأوهام الجغرافيات.
لقد كان عمله قبل ثورة سبتمبر 1962م، مع أبيه في القضاء، حتى إنه كان يقوم بأعمال أبيه كعامل لقضاء ذمار، قبل الثورة السبتمبرية، وهو الذي التحق عام 59م بكلية الطيران لأشهر، وكان من المبرزين، وعضواً في حركة القوميين العرب، ثم استعاد بعد الثورة خبرته العسكرية بدورة شهرية، ليلتحق بمحور كوكبان ثلا، ثم قائداً لهذا المحور، وبفدائية نادرة يشهدها له خصيمه اللواء محمد عبد الله الإرياني، القائد العام للقوات المسلحة، الذي بنت حركة 13 يونيو 1974م برئاسة العقيد إبراهيم الحمدي، حضورها على هدمه، ليتحول لقبه إلى الرئيس المقدم إبراهيم محمد الحمدي. كل ذلك كان تحالفاً وتماهياً بين القاضي والطالب والحزبي والجندي والقائد.
الحمدي عضو الحزب الديمقراطي الثوري اليمني في يونيو 68م، أي عند تحول الحركيين الى ديمقراطيين، والسجين قبلها في معتقلات جمال عبد الناصر في مصر عام 66-67م، كونه الذراع اليمنى لحسن العمري، وعضو اللجنة المركزية والمكتب التنفيذي للطلائع الوحدوية اليمنية (الناصرية)، عام 77م، في مؤتمرهم الذي عقد في مدينة الحديدة. والمنتمي للعمال في عيدهم كأهم عيد وطني كانت السبعينيات تحتفي به. كل ذلك التماهي وإزالة الحدود المصطنعة بين القوى المنتجة، كان الحمدي (إبراهيم محمد صالح الحمدي) تجسيداً حياً لها، ومازال.
لا زلت أشعر بأن صورته مع والدي في عيد العمال، وساعة يده التي انتقلت إلى حيازتي، وابتسامته بحجم الحياة التي نهفو إليها، هي نحن.
عرفته بصرياً في عيد العمال عن قرب بصحبة والدي الذي كان مشغولاً بجائزته كعامل مبرز، وحين نفدت الجوائز لم يجد والدي الذي لم يأبه لمصافحة يد القائد وابتسامته، سوى ساعة يد الحمدي التي انتقلت إلى معصمي، وكانت ببساطتها بعمق هذا القائد الذي تماهت في شخصيته القوى المنتجة، والقوميون واليساريون.
معروف أنه كان مديراً لمكتب حسن العمري، وأنه شارك من موقعه الرسمي في الجيش في قيادة حملات عسكرية بأوامر من عبد الله الحجري بقيادة محمد عبد الله الإرياني، ضد المقاومة الشعبية في المناطق الوسطى. كل ذلك وغيره من تاريخه الحزبي والرسمي، قد كتبت عنه، لكن بمشمولية الرؤية التي تتعامل مع الحمدي كتاريخ حركي لا يتوقف في زوايا ضيقة وتفسيرات خاطئة ومغلوطة.
عام 75-76م ـ لا أتذكر التاريخ بالتحديد -كان عيداً للعمال، في ميدان الشهداء. كنت بصحبة أبي ناجي أحمد سعيد، العامل في مشروع المياه بتعز، كقارئ عدادات، ببدلته الزرقاء الجديدة التي صرفت له بمناسبة الاحتفال واستلام الجوائز للمميزين من العمال. سرت معه حتى وصلنا إلى لحظة استلامه جائزته من الأخ إبراهيم الحمدي، رئيس الجمهورية (الجمهورية العربية اليمنية)، لكنّ وصولنا كان متأخراً. التفت أبي إلى الطاولة علّه يجد جائزته، وكان الأخ إبراهيم ماداً يده للمصافحة، وأبي مشغول بالطاولة الفارغة، ولم يقطع عليه صدمته بنفاد كراتين الجوائز سوى قائد عسكري صرخ في وجه أبي كي يسلم على اليد الممدودة للأخ الرئيس إبراهيم الحمدي، حينها كان الحمدي مبتسماً، ابتسامة شغف بالعمال والعامل، ومع ارتباك أبي خلع الحمدي ساعته الـ(سيكو) وسلمها له!
الساعة كانت من نصيبي، فلقد أهداها أبي لي، والصورة التي التقطها استديو جاود لأبي أثناء مصافحته للأخ الرئيس إبراهيم الحمدي، أحرقها أبي خوفاً من عسس الأمن الوطني وهم يجولون في حارة القاهرة بوادي المدام عام 78م، بحثاً عن الشباب الناصري.
سلام لروحك من طفل تعلق بابتسامتك وساعتك وتاريخك.
عن العمري والحمدي وصالح
للذين يقدسون الحمدي:
عظمة الرجل أنه تحرر من شروطه الموضوعية، وموجهاته.. كان قبل الثورة يعمل مع أبيه في القضاء ضمن الولاء للإمام أحمد، تماماً كما كان السلال قائداً للحرس الملكي مشرفاً على التعذيب والتحقيق مع من أطلقوا النار على الإمام أحمد في الحديدة عام 1961م، وإلى جواره الأستاذ أحمد محمد الشامي، فصرخات اللقية والعلفي كانت بسبب الجلد الذي يتوالى عليهما وبقية المعتقلين بإشراف الشامي والسلال! كان الحمدي قد التحق بكلية الطيران لمدة 6 أشهر، ثم تركها ملتحقاً بالعمل مع أبيه، وبعد الثورة حين تم اعتقالهما هو وأبوه، جاء يحيى المتوكل بما له من نفوذ وصلات مع السلال ومع الشيخ عبد الله بن حسين الأحمر، وأطلق سراحه، والمتوكل يحيى كان شديد الالتصاق بحلف الشيخ عبد الله بن حسين الأحمر ومجاهد أبو شوارب، وسنان أبو لحوم، حتى إنني أستطيع أن أقول إن الهاشمية السياسية لم تعد تكتلاً عرقياً وفكرياً بعد سبتمبر، بقدر ما أصبحت حالة فردية تصطف هنا أو هناك في ضفاف الصراع!
أعود إلى موضوع الحمدي (إبراهيم محمد صالح الحمدي)، فبعد خروجه من السجن انضم إلى جبهة ثلا، ثم بعدها أخذ دورة تدريبية في الكلية الحربية لمدة شهر، ليستعيد معلوماته العسكرية، ثم يعود إلى جبهة ثلا كوكبان، ليصبح أهم شخصية مواجهة للملكية هناك. بعد ذلك الرجل كان سكرتيراً، ثم مديراً لمكتب القائد العام حسن العمري، والقائد العام حسن العمري هو من عمل ابتداء من أحداث مارس 1968م، في الحديدة، وإلى جواره محافظ الحديدة الشيخ سنان أبو لحوم، على تحريك الخلاف بخصوص السلاح الصيني ثم السوفيتي، وعلى هدم أهم القوات التي عملت مصر على بنائها ورعايتها كي تكون لبنة الجيش اليمني! حين أمر المدرعات والعاصفة وغيرها من القوات التابعة له، بقصف مقر قوات الصاعقة والمظلات بالسلاح السوفيتي الذي استولوا عليه بالحديدة، وكان إلى جوارهم حلفهم مع القبيلة السياسية ممثلة مع أهم مشائخها، من أمثال الشيخ عبد الله بن حسين الأحمر، والمطري، والقوسي، وسنان أبو لحوم، والرويشان وغيرهم. وكان الحمدي وقتها، والغشمي ضمن جبهة حسن العمري!
لقد أخطأ حسن العمري حين تخلص من قوات الصاعقة والمظلات، لأنه بذلك سلم نفسه للقبيلة السياسية، كي تعبث به، وتعمل على التخلص منه في القريب العاجل! لقد كان العمري من حيث ضربه لقوات الصاعقة والمظلات والمقاومة الشعبية، شبيهاً بعلي عبد الله صالح، حين عمل الأخير على تصفية الناصريين بداية حكمه، ثم الموافقة على تصفية الاشتراكيين كشركاء في دولة الوحدة عام 1994م، فإذا كان حسن العمري قد فقد ذراعه الوطنية في أحداث أغسطس، بعد تصفية عبد الرقيب عبد الوهاب وصحبه، فإن علي عبد الله صالح قد فقد ذراعيه بإضعافه للناصريين والاشتراكيين، وإخراجهم من ملعب السياسة، فهو بذلك أخرج نفسه من الحكم، ليصبح ضعيفاً أمام نفس القوى التي عملت على التآمر ضد حسن العمري.
وبالنسبة لإبراهيم الحمدي فلقد كانت روعة هذا الرجل أنه جاء إلى الحكم بناء على توافقات القبيلة السياسية والسعودية، لكنه انتصر لمشروع الدولة الحديثة، والخطة الخمسية، والتعاونيات، وأبناء تعز وإب والحديدة ومدينة صنعاء، فكانت نهايته القتل! لقد غامر الحمدي بمساحة تتجاوز مسألة الخلاف باتجاه دولة قوية تهدد وجود ونفوذ الأقيال، وتشعر الجارة السعودية بالخطر، فكانت نهايته القتل! لكن العمري وعلي عبدالله صالح، كان سقف طموحهما أكثر واقعية، وإن امتلكا قدراً من التمايز مع القبيلة السياسية، والانتصار للقوات المسلحة كمؤسسة مختلفة عن القبيلة، لهذا كانت تصفيتهما بالإبعاد عن الحكم.
لنتأمل في القوى التي عملت على نفي العمري وتصفية الحمدي، سنجدها تتمثل بالإقطاع العسكري، والفرقة الأولى هي امتداد للمدرعات، مع سمة إخوانية زحفت عليها خلال عقود حكم علي عبد الله صالح، والقبيلة السياسية، والإخوان المسلمين كعنصر متميز وممتزج مع القبيلة السياسية والإقطاع العسكري، وهؤلاء هم الذين تخلصوا من إبراهيم محمد صالح الحمدي.
لقد كان عمله قبل ثورة سبتمبر 1962م، مع أبيه في القضاء، حتى إنه كان يقوم بأعمال أبيه كعامل لقضاء ذمار، قبل الثورة السبتمبرية، وهو الذي التحق عام 59م بكلية الطيران لأشهر، وكان من المبرزين، وعضواً في حركة القوميين العرب، ثم استعاد بعد الثورة خبرته العسكرية بدورة شهرية، ليلتحق بمحور كوكبان ثلا، ثم قائداً لهذا المحور، وبفدائية نادرة يشهدها له خصيمه اللواء محمد عبد الله الإرياني، القائد العام للقوات المسلحة، الذي بنت حركة 13 يونيو 1974م برئاسة العقيد إبراهيم الحمدي، حضورها على هدمه، ليتحول لقبه إلى الرئيس المقدم إبراهيم محمد الحمدي. كل ذلك كان تحالفاً وتماهياً بين القاضي والطالب والحزبي والجندي والقائد.
الحمدي عضو الحزب الديمقراطي الثوري اليمني في يونيو 68م، أي عند تحول الحركيين الى ديمقراطيين، والسجين قبلها في معتقلات جمال عبد الناصر في مصر عام 66-67م، كونه الذراع اليمنى لحسن العمري، وعضو اللجنة المركزية والمكتب التنفيذي للطلائع الوحدوية اليمنية (الناصرية)، عام 77م، في مؤتمرهم الذي عقد في مدينة الحديدة. والمنتمي للعمال في عيدهم كأهم عيد وطني كانت السبعينيات تحتفي به. كل ذلك التماهي وإزالة الحدود المصطنعة بين القوى المنتجة، كان الحمدي (إبراهيم محمد صالح الحمدي) تجسيداً حياً لها، ومازال.
لا زلت أشعر بأن صورته مع والدي في عيد العمال، وساعة يده التي انتقلت إلى حيازتي، وابتسامته بحجم الحياة التي نهفو إليها، هي نحن.
عرفته بصرياً في عيد العمال عن قرب بصحبة والدي الذي كان مشغولاً بجائزته كعامل مبرز، وحين نفدت الجوائز لم يجد والدي الذي لم يأبه لمصافحة يد القائد وابتسامته، سوى ساعة يد الحمدي التي انتقلت إلى معصمي، وكانت ببساطتها بعمق هذا القائد الذي تماهت في شخصيته القوى المنتجة، والقوميون واليساريون.
معروف أنه كان مديراً لمكتب حسن العمري، وأنه شارك من موقعه الرسمي في الجيش في قيادة حملات عسكرية بأوامر من عبد الله الحجري بقيادة محمد عبد الله الإرياني، ضد المقاومة الشعبية في المناطق الوسطى. كل ذلك وغيره من تاريخه الحزبي والرسمي، قد كتبت عنه، لكن بمشمولية الرؤية التي تتعامل مع الحمدي كتاريخ حركي لا يتوقف في زوايا ضيقة وتفسيرات خاطئة ومغلوطة.
عام 75-76م ـ لا أتذكر التاريخ بالتحديد -كان عيداً للعمال، في ميدان الشهداء. كنت بصحبة أبي ناجي أحمد سعيد، العامل في مشروع المياه بتعز، كقارئ عدادات، ببدلته الزرقاء الجديدة التي صرفت له بمناسبة الاحتفال واستلام الجوائز للمميزين من العمال. سرت معه حتى وصلنا إلى لحظة استلامه جائزته من الأخ إبراهيم الحمدي، رئيس الجمهورية (الجمهورية العربية اليمنية)، لكنّ وصولنا كان متأخراً. التفت أبي إلى الطاولة علّه يجد جائزته، وكان الأخ إبراهيم ماداً يده للمصافحة، وأبي مشغول بالطاولة الفارغة، ولم يقطع عليه صدمته بنفاد كراتين الجوائز سوى قائد عسكري صرخ في وجه أبي كي يسلم على اليد الممدودة للأخ الرئيس إبراهيم الحمدي، حينها كان الحمدي مبتسماً، ابتسامة شغف بالعمال والعامل، ومع ارتباك أبي خلع الحمدي ساعته الـ(سيكو) وسلمها له!
الساعة كانت من نصيبي، فلقد أهداها أبي لي، والصورة التي التقطها استديو جاود لأبي أثناء مصافحته للأخ الرئيس إبراهيم الحمدي، أحرقها أبي خوفاً من عسس الأمن الوطني وهم يجولون في حارة القاهرة بوادي المدام عام 78م، بحثاً عن الشباب الناصري.
سلام لروحك من طفل تعلق بابتسامتك وساعتك وتاريخك.
عن العمري والحمدي وصالح
للذين يقدسون الحمدي:
عظمة الرجل أنه تحرر من شروطه الموضوعية، وموجهاته.. كان قبل الثورة يعمل مع أبيه في القضاء ضمن الولاء للإمام أحمد، تماماً كما كان السلال قائداً للحرس الملكي مشرفاً على التعذيب والتحقيق مع من أطلقوا النار على الإمام أحمد في الحديدة عام 1961م، وإلى جواره الأستاذ أحمد محمد الشامي، فصرخات اللقية والعلفي كانت بسبب الجلد الذي يتوالى عليهما وبقية المعتقلين بإشراف الشامي والسلال! كان الحمدي قد التحق بكلية الطيران لمدة 6 أشهر، ثم تركها ملتحقاً بالعمل مع أبيه، وبعد الثورة حين تم اعتقالهما هو وأبوه، جاء يحيى المتوكل بما له من نفوذ وصلات مع السلال ومع الشيخ عبد الله بن حسين الأحمر، وأطلق سراحه، والمتوكل يحيى كان شديد الالتصاق بحلف الشيخ عبد الله بن حسين الأحمر ومجاهد أبو شوارب، وسنان أبو لحوم، حتى إنني أستطيع أن أقول إن الهاشمية السياسية لم تعد تكتلاً عرقياً وفكرياً بعد سبتمبر، بقدر ما أصبحت حالة فردية تصطف هنا أو هناك في ضفاف الصراع!
أعود إلى موضوع الحمدي (إبراهيم محمد صالح الحمدي)، فبعد خروجه من السجن انضم إلى جبهة ثلا، ثم بعدها أخذ دورة تدريبية في الكلية الحربية لمدة شهر، ليستعيد معلوماته العسكرية، ثم يعود إلى جبهة ثلا كوكبان، ليصبح أهم شخصية مواجهة للملكية هناك. بعد ذلك الرجل كان سكرتيراً، ثم مديراً لمكتب القائد العام حسن العمري، والقائد العام حسن العمري هو من عمل ابتداء من أحداث مارس 1968م، في الحديدة، وإلى جواره محافظ الحديدة الشيخ سنان أبو لحوم، على تحريك الخلاف بخصوص السلاح الصيني ثم السوفيتي، وعلى هدم أهم القوات التي عملت مصر على بنائها ورعايتها كي تكون لبنة الجيش اليمني! حين أمر المدرعات والعاصفة وغيرها من القوات التابعة له، بقصف مقر قوات الصاعقة والمظلات بالسلاح السوفيتي الذي استولوا عليه بالحديدة، وكان إلى جوارهم حلفهم مع القبيلة السياسية ممثلة مع أهم مشائخها، من أمثال الشيخ عبد الله بن حسين الأحمر، والمطري، والقوسي، وسنان أبو لحوم، والرويشان وغيرهم. وكان الحمدي وقتها، والغشمي ضمن جبهة حسن العمري!
لقد أخطأ حسن العمري حين تخلص من قوات الصاعقة والمظلات، لأنه بذلك سلم نفسه للقبيلة السياسية، كي تعبث به، وتعمل على التخلص منه في القريب العاجل! لقد كان العمري من حيث ضربه لقوات الصاعقة والمظلات والمقاومة الشعبية، شبيهاً بعلي عبد الله صالح، حين عمل الأخير على تصفية الناصريين بداية حكمه، ثم الموافقة على تصفية الاشتراكيين كشركاء في دولة الوحدة عام 1994م، فإذا كان حسن العمري قد فقد ذراعه الوطنية في أحداث أغسطس، بعد تصفية عبد الرقيب عبد الوهاب وصحبه، فإن علي عبد الله صالح قد فقد ذراعيه بإضعافه للناصريين والاشتراكيين، وإخراجهم من ملعب السياسة، فهو بذلك أخرج نفسه من الحكم، ليصبح ضعيفاً أمام نفس القوى التي عملت على التآمر ضد حسن العمري.
وبالنسبة لإبراهيم الحمدي فلقد كانت روعة هذا الرجل أنه جاء إلى الحكم بناء على توافقات القبيلة السياسية والسعودية، لكنه انتصر لمشروع الدولة الحديثة، والخطة الخمسية، والتعاونيات، وأبناء تعز وإب والحديدة ومدينة صنعاء، فكانت نهايته القتل! لقد غامر الحمدي بمساحة تتجاوز مسألة الخلاف باتجاه دولة قوية تهدد وجود ونفوذ الأقيال، وتشعر الجارة السعودية بالخطر، فكانت نهايته القتل! لكن العمري وعلي عبدالله صالح، كان سقف طموحهما أكثر واقعية، وإن امتلكا قدراً من التمايز مع القبيلة السياسية، والانتصار للقوات المسلحة كمؤسسة مختلفة عن القبيلة، لهذا كانت تصفيتهما بالإبعاد عن الحكم.
لنتأمل في القوى التي عملت على نفي العمري وتصفية الحمدي، سنجدها تتمثل بالإقطاع العسكري، والفرقة الأولى هي امتداد للمدرعات، مع سمة إخوانية زحفت عليها خلال عقود حكم علي عبد الله صالح، والقبيلة السياسية، والإخوان المسلمين كعنصر متميز وممتزج مع القبيلة السياسية والإقطاع العسكري، وهؤلاء هم الذين تخلصوا من إبراهيم محمد صالح الحمدي.
المصدر محمد ناجي أحمد
زيارة جميع مقالات: محمد ناجي أحمد