البيادق المستنسخة
- محمد ناجي أحمد الثلاثاء , 11 أبـريـل , 2017 الساعة 5:27:51 PM
- 0 تعليقات
في استنساخ ببغاوي يسبق قمة مشيخات التطبيع والردة في الأردن، أجرت صحيفة (الرياض) حوارين مع عبد ربه منصور هادي وعلي محسن، فيما كان الحوار مع عبد الملك المخلافي في صحيفة (عكاظ). وهي 3 حوارات تتطابق من حيث المنطوق والغاية.
في حواره مع صحيفة (عكاظ) لا ينسى عبد الملك المخلافي أن يذكر التحالف السعودي وعبد ربه منصور هادي بالدور الذي تقوم به وزارته في التذكير بشرعية (هادي) على المستويين الإقليمي والدولي، وكذلك تسويقه للعدوان السعودي على اليمن على أنه دور ينبغي أن يكتب بكلمات من نور، فلولا هذا الموقف (الشجاع) من المملكة السعودية لقطع الطريق على إيران، لاستمرت هيمنة (الفرس) على اليمن لقرون!
فالعدوان السعودي على اليمن ـ بحسب زعم المخلافي ـ (حدث عربي سيسجله التاريخ على أنه أحد أهم الأعمال العربية المجيدة)، مما يعني أن أعمال الكيان السعودي خلال العقود الماضية على المستويين اليمني والعربي، تعد أعمالاً مجيدة، بانتهازية لا تستحي أن تتناقض مع ما كان يصرح به من قناعات طيلة الثمانينيات والتسعينيات، بل وبداية الألفية الثالثة! وهو في هذا الزعم يتفق مع ما يقوله هادي وعلي محسن في حوارهما مع صحيفة (الرياض)، في استخدام السعودية لهم كبيادق وأبواق إعلامية في مهاجمة إيران بما يملى عليهم من مزاعم يرددونها حول (تدريب إيران وعملائها في المنطقة ومنهم حزب الله على تدريب المليشيات لفترات طويلة)، وأنه (لولا عاصفة الحزم والقرار الشجاع، فإن إيران كانت ستحكم اليمن لمئات السنين). ولا ينسى المخلافي وعلي محسن ترديد القول بأن إيران صرحت أن صنعاء هي العاصمة الرابعة التي أصبحت تحت نفوذهم، ومرجعهم في ذلك مقال لعلي البخيتي سبق لعبد الملك المخلافي أن استشهد به في ورقة هزيلة تقدم بها لمركز الوحدة العربية، كشهادة تزلف بها لتكون ضمن مؤهلات تعيينه وزيراً لخارجية هادي!
يصف المخلافي الرئيس السابق بالمطية وأداة بيد إيران لخدمة مشروعها في المنطقة. يقف المخلافي منتصراً للمشروع الأمريكي /السعودي في المنطقة، بحجة مواجهة ما سماه المشروع الإيراني، ولا ينسى أن يصف (علي عبد الله صالح) بناكر الجميل للسعودية، الذي (باع نفسه لإيران، والتحالف مع هذه المليشيات الطائفية، فهو أداة صغيرة بيد إيران وما زال).
وكغيره من مروجي الأوهام يتحدث (المخلافي) عن (اندماج اقتصادي واجتماعي مع السعودية)، و(تأهيل اليمن لتكون في سوق مشتركة مع المملكة) كي تتأهل (لمنظومة مجلس التعاون الخليجي)، وهو ما روجه علي محسن في حواره مع صحيفة (الرياض).
ويتحدث (المخلافي) عن (دستور) تمت صياغته ـ حسب زعمه ـ بإجماع وطني، في حين أن هادي يقول في حواره مع صحيفة (الرياض) إن صياغة الدستور تمت في الإمارات! فالدستور الذي يتحدثون عنه لم تصغه القوى الوطنية، ولم يتم الاستفتاء عليه شعبياً، فهو نتاج مؤتمر حوار كانت الكلمة الفصل فيه لأمريكا وبريطانيا والسعودية والإمارات، من خلال عبد ربه منصور هادي وحقه في فرض ما يريدونه!
ويختلف علي محسن والمخلافي في تحديد الجغرافيا التي يهيمنون عليها يمنياً بأن يحددها الأول بـ85% والثاني بـ80%. ويصرح علي محسن بأن شرعية هادي تسيطر على موارد الطاقة والغاز والموانئ والمطارات، ولم يبق مع ما يصفه بتحالف صالح /الحوثي سوى ميناء الحديدة، ومع ذلك تمتنع ما سميت (شرعية هادي) عن صرف مرتبات الموظفين لـ7 أشهر، مراهنة في ذلك على ما ذكره علي محسن بإسقاط صنعاء بثورة من الداخل!
تصف صحيفة (الرياض) (اللواء علي محسن) بأنه من أدار اليمن من خلف الكواليس طيلة 33 عاماً، لكن عبد الملك المخلافي وهو يتحدث عن فساد 33 عاماً، يختزلها في علي عبد الله صالح!
يتحدث علي محسن عن خبراء إيرانيين ومن حزب الله ومن الحشد الشعبي في العراقي، متواجدين في اليمن، لتدريب قوات صالح /الحوثي، وبالعدد والتخصص، ومع ذلك لم يعتقلوا أي فرد من هؤلاء الخبراء الذين يزعم تواجدهم في اليمن.
يبدو أن ما كان مطلوباً من عبد ربه منصور هادي في حواره مع صحيفة (الرياض)، إضافة إلى شيطنة إيران، هو أن يؤكد على أن التدخل السعودي في اليمن من خلال عاصفة الحزم، كان بطلب منه، على النقيض مما كان قد صرح به صحفياً بعد العدوان مباشرة من أنه تفاجأ بـ(عاصفة الحزم) وهو في الطريق إلى عمان. ولا ينسى هادي وعلي محسن والمخلافي القول بصيغة واحدة إنه لولا التدخل السعودي لكانت اليمن (ولاية فارسية).
ومن أجل استمرار التجذير للمشروع المذهبي والطائفي في اليمن، ينبه علي محسن من أن المعركة في اليمن معركة ثقافية وأخرى عسكرية، مما يعني ضرورة استمرار الدعم للحرب المذهبية طويلة المدى.
إن وحدة الصياغة والخطاب في حوارات صحيفتي (عكاظ) و(الرياض) مع (هادي وعلي محسن وعبد الملك المخلافي)، ليس لها من تفسير سوى أن الكيان السعودي هو الصوت، والبيادق ليست سوى الصدى!
لقد وصلت البلاهة عند هادي أن قدم نفسه في حواره مع صحيفة (الرياض) على أنه هو الذي جعل إدارة أوباما تتنبه لخطورة المشروع الإيراني في اليمن، ويصل الإسفاف عند هادي حين يروي قصة ساذجة في حبكتها، حين اختلق حواراً مع أحد المبتعثين إلى الدراسة في إيران، حين سأله هادي: ماذا يدرسونكم؟ أجابه الطالب (يدرسوننا باختصار بأنه إذا قال لي عبد الملك الحوثي اقتل أمك أقتلها، فكانوا يعملون غسيل مخ، وكانوا يوهمونهم بأن الحوثي هو المهدي المنتظر!).
يعترف هادي أن من يدير اليمن (عسكرياً) هو التحالف، مما يعني أن التحالف هو من يتحمل تبعات الجرائم التي ترتكب في اليمن، فهو صاحب القرار والإدارة العسكرية. عن الأقاليم الـ6 عمل هادي على تقسيم اليمن إلى 6 أقاليم بناء على (عدة معطيات، وهي ثقافية ومذهبية وقبلية)، وأن الزيدية ضد الأقاليم الـ6، ويسعون لأن تكون الجمهورية واحدة بحسب ما ذكره في حواره مع صحيفة (الرياض)، وأنهم (ظلوا 6 أشهر لكتابة الدستور في الإمارات).
إذا لم تستحِ فاصنع ما شئت، لهذا لا يجد هادي حرجاً من الحديث عن أقاليم مذهبية وقبلية وطائفية، وعن توصيف الوحدويين بالزيدية، والتقسيميين الأقاليميين بـ(الشافعية)!
في حواره مع صحيفة (عكاظ) لا ينسى عبد الملك المخلافي أن يذكر التحالف السعودي وعبد ربه منصور هادي بالدور الذي تقوم به وزارته في التذكير بشرعية (هادي) على المستويين الإقليمي والدولي، وكذلك تسويقه للعدوان السعودي على اليمن على أنه دور ينبغي أن يكتب بكلمات من نور، فلولا هذا الموقف (الشجاع) من المملكة السعودية لقطع الطريق على إيران، لاستمرت هيمنة (الفرس) على اليمن لقرون!
فالعدوان السعودي على اليمن ـ بحسب زعم المخلافي ـ (حدث عربي سيسجله التاريخ على أنه أحد أهم الأعمال العربية المجيدة)، مما يعني أن أعمال الكيان السعودي خلال العقود الماضية على المستويين اليمني والعربي، تعد أعمالاً مجيدة، بانتهازية لا تستحي أن تتناقض مع ما كان يصرح به من قناعات طيلة الثمانينيات والتسعينيات، بل وبداية الألفية الثالثة! وهو في هذا الزعم يتفق مع ما يقوله هادي وعلي محسن في حوارهما مع صحيفة (الرياض)، في استخدام السعودية لهم كبيادق وأبواق إعلامية في مهاجمة إيران بما يملى عليهم من مزاعم يرددونها حول (تدريب إيران وعملائها في المنطقة ومنهم حزب الله على تدريب المليشيات لفترات طويلة)، وأنه (لولا عاصفة الحزم والقرار الشجاع، فإن إيران كانت ستحكم اليمن لمئات السنين). ولا ينسى المخلافي وعلي محسن ترديد القول بأن إيران صرحت أن صنعاء هي العاصمة الرابعة التي أصبحت تحت نفوذهم، ومرجعهم في ذلك مقال لعلي البخيتي سبق لعبد الملك المخلافي أن استشهد به في ورقة هزيلة تقدم بها لمركز الوحدة العربية، كشهادة تزلف بها لتكون ضمن مؤهلات تعيينه وزيراً لخارجية هادي!
يصف المخلافي الرئيس السابق بالمطية وأداة بيد إيران لخدمة مشروعها في المنطقة. يقف المخلافي منتصراً للمشروع الأمريكي /السعودي في المنطقة، بحجة مواجهة ما سماه المشروع الإيراني، ولا ينسى أن يصف (علي عبد الله صالح) بناكر الجميل للسعودية، الذي (باع نفسه لإيران، والتحالف مع هذه المليشيات الطائفية، فهو أداة صغيرة بيد إيران وما زال).
وكغيره من مروجي الأوهام يتحدث (المخلافي) عن (اندماج اقتصادي واجتماعي مع السعودية)، و(تأهيل اليمن لتكون في سوق مشتركة مع المملكة) كي تتأهل (لمنظومة مجلس التعاون الخليجي)، وهو ما روجه علي محسن في حواره مع صحيفة (الرياض).
ويتحدث (المخلافي) عن (دستور) تمت صياغته ـ حسب زعمه ـ بإجماع وطني، في حين أن هادي يقول في حواره مع صحيفة (الرياض) إن صياغة الدستور تمت في الإمارات! فالدستور الذي يتحدثون عنه لم تصغه القوى الوطنية، ولم يتم الاستفتاء عليه شعبياً، فهو نتاج مؤتمر حوار كانت الكلمة الفصل فيه لأمريكا وبريطانيا والسعودية والإمارات، من خلال عبد ربه منصور هادي وحقه في فرض ما يريدونه!
ويختلف علي محسن والمخلافي في تحديد الجغرافيا التي يهيمنون عليها يمنياً بأن يحددها الأول بـ85% والثاني بـ80%. ويصرح علي محسن بأن شرعية هادي تسيطر على موارد الطاقة والغاز والموانئ والمطارات، ولم يبق مع ما يصفه بتحالف صالح /الحوثي سوى ميناء الحديدة، ومع ذلك تمتنع ما سميت (شرعية هادي) عن صرف مرتبات الموظفين لـ7 أشهر، مراهنة في ذلك على ما ذكره علي محسن بإسقاط صنعاء بثورة من الداخل!
تصف صحيفة (الرياض) (اللواء علي محسن) بأنه من أدار اليمن من خلف الكواليس طيلة 33 عاماً، لكن عبد الملك المخلافي وهو يتحدث عن فساد 33 عاماً، يختزلها في علي عبد الله صالح!
يتحدث علي محسن عن خبراء إيرانيين ومن حزب الله ومن الحشد الشعبي في العراقي، متواجدين في اليمن، لتدريب قوات صالح /الحوثي، وبالعدد والتخصص، ومع ذلك لم يعتقلوا أي فرد من هؤلاء الخبراء الذين يزعم تواجدهم في اليمن.
يبدو أن ما كان مطلوباً من عبد ربه منصور هادي في حواره مع صحيفة (الرياض)، إضافة إلى شيطنة إيران، هو أن يؤكد على أن التدخل السعودي في اليمن من خلال عاصفة الحزم، كان بطلب منه، على النقيض مما كان قد صرح به صحفياً بعد العدوان مباشرة من أنه تفاجأ بـ(عاصفة الحزم) وهو في الطريق إلى عمان. ولا ينسى هادي وعلي محسن والمخلافي القول بصيغة واحدة إنه لولا التدخل السعودي لكانت اليمن (ولاية فارسية).
ومن أجل استمرار التجذير للمشروع المذهبي والطائفي في اليمن، ينبه علي محسن من أن المعركة في اليمن معركة ثقافية وأخرى عسكرية، مما يعني ضرورة استمرار الدعم للحرب المذهبية طويلة المدى.
إن وحدة الصياغة والخطاب في حوارات صحيفتي (عكاظ) و(الرياض) مع (هادي وعلي محسن وعبد الملك المخلافي)، ليس لها من تفسير سوى أن الكيان السعودي هو الصوت، والبيادق ليست سوى الصدى!
لقد وصلت البلاهة عند هادي أن قدم نفسه في حواره مع صحيفة (الرياض) على أنه هو الذي جعل إدارة أوباما تتنبه لخطورة المشروع الإيراني في اليمن، ويصل الإسفاف عند هادي حين يروي قصة ساذجة في حبكتها، حين اختلق حواراً مع أحد المبتعثين إلى الدراسة في إيران، حين سأله هادي: ماذا يدرسونكم؟ أجابه الطالب (يدرسوننا باختصار بأنه إذا قال لي عبد الملك الحوثي اقتل أمك أقتلها، فكانوا يعملون غسيل مخ، وكانوا يوهمونهم بأن الحوثي هو المهدي المنتظر!).
يعترف هادي أن من يدير اليمن (عسكرياً) هو التحالف، مما يعني أن التحالف هو من يتحمل تبعات الجرائم التي ترتكب في اليمن، فهو صاحب القرار والإدارة العسكرية. عن الأقاليم الـ6 عمل هادي على تقسيم اليمن إلى 6 أقاليم بناء على (عدة معطيات، وهي ثقافية ومذهبية وقبلية)، وأن الزيدية ضد الأقاليم الـ6، ويسعون لأن تكون الجمهورية واحدة بحسب ما ذكره في حواره مع صحيفة (الرياض)، وأنهم (ظلوا 6 أشهر لكتابة الدستور في الإمارات).
إذا لم تستحِ فاصنع ما شئت، لهذا لا يجد هادي حرجاً من الحديث عن أقاليم مذهبية وقبلية وطائفية، وعن توصيف الوحدويين بالزيدية، والتقسيميين الأقاليميين بـ(الشافعية)!
المصدر محمد ناجي أحمد
زيارة جميع مقالات: محمد ناجي أحمد