محمد ناجي أحمد

محمد ناجي أحمد / لا ميديا

منهج حسن البنا يقوم على "التحالف والتدرج" للوصول إلى "أستاذية العالم" المنطلقة من الإيمان بأن جماعة الإخوان المسلمين هم "الأوصياء على البشرية العاجزة".
وهي (الأستاذية) ذاتها التي استحضرها رئيس التجمع اليمني للإصلاح (محمد عبد الله اليدومي) عندما لوَّح بها في وجوه الخصوم أثناء اعتصام إخوان مصر في ميدان رابعة العدوية بالقاهرة.
لقد تحالفوا وتصالحوا مع الأنظمة، ومن ذلك أن أحد القرارات الرئيسية لمؤتمر الجماعة عام 1937م يتعلق بالمشاركة في إعداد حفل تتويج الملك (الفاروق)، وكان برنامجهم للإصلاح الذي أقره مؤتمرهم الخامس عام 1938م متسقا ومنساقا مع التوجه الدستوري الرسمي لنظام الحكم، "فنحن نسلم بالمبادئ الأساسية للحكم الدستوري، باعتبارها متفقة، بل مستمدة من نظام الإسلام". وأشار المؤتمر إلى "التدرج في الخطوات" ونبذ الثورات؛ "إن وطناً كمصر جرب حظه من الثورات فلم يجن من ورائها إلاَّ ما تعلمون".
 وبعد أن انتشرت الجماعة في عقد الأربعينيات،وأصبح لها تمدد في فلسطين واليمن، نادت بأن الإسلام دين ودولة، وبضرورة تحقق الدولة الإسلامية، ورأى البنا أن حدود الوطنية هي العقيدة وليس الجغرافيا: "إننا نعتبر 
الإخوان واستراتيجية التدرج والتمكين
حدود الوطنية بالعقيدة، وهم يعتبرونها بالتخوم الأرضية والحدود الجغرافية".
تميز حسن البنا، في نهجه التدرجي والمرحلي، بالمهادنة والصياغات التوفيقية والممارسات المرحلية. فإذا كانت الحكومات قوية نحا نحو الجانب الدعوي، وإذا كانت الحكومات ضعيفة انخرط بالصراعات السياسية. 
وهذا هو منهاج جماعة الإخوان المسلمين في اليمن في تحالفهم مع النظام والمهادنة ثم الاصطدام معه حين شعروا بضعفه وتمكنهم.
فالتوفيق والمهادنة مع السلطة، والتدرج في التمدد، والعمل في إطار (المشروعية) و(الشرعية) مع الغموض والتعتيم، فتلك هي طريقة الجماعة ومنهاج عملها، وأسلوب خطابها ومنحى مرشدها في المرحلة الأولى من نشأتها، ثم اختبار القوة في ظروف الاحتدام والصراع السياسي. وهذا ينطبق على جماعة الإخوان المسلمين في اليمن، خلال فترة التمدد في السبعينيات والتوسع والانتشار في الثمانينيات، ثم مرحلة التمكين في التسعينيات وصولاً إلى مرحلة الاستفراد خلال أحداث ما سمي بـ"الربيع العربي" 2011م، ثم عودة إلى مرحلة المهادنة والغموض والتعتيم والمراوحة بين الاستضعاف واستعراض القوة في مرحلة التحالف السعودي والعدوان على اليمن. ويتجلى ذلك بشكل واضح في علاقة تجمع الإصلاح بدولة الإمارات، وبشكل فيه الكثير من المداهنة مع السعودية.
منهج التمكين والتمكن، والانتقال من مرحلة الضعف إلى مرحلة السيطرة، عبر عنها حسن البنا بقوله: "ففي الوقت الذي يكون فيه معشر الإخوان المسلمين ثلاثمائة كتيبة قد جهزت كل منها نفسياً وروحياً بالإيمان والعقيدة، وفكرياً بالعلم والثقافة، وجسدياً بالتدريب والرياضة، في هذا الوقت طالبوني بأن أخوض بكم لجاج البحار، وأقتحم بكم عنان السماء، وأغزو بكم كل جبار عنيد، فإني فاعل إن شاء الله".

أترك تعليقاً

التعليقات