هادي ومشروع التفتيت
 

محمد ناجي أحمد

في حواره مع (القدس العربي) الذي أجراه معه محمد جميح، قال هادي إنه سيقاتل من أجل فرض الدولة الاتحادية ودويلات الأقاليم، مستعيداً من الذاكرة (شعار الجمهورية أو الموت)، ومستبدلاً إياه بشعار (الدولة الاتحادية أو الحرب)، ومسقطاً الفارق في القياس، فالجمهورية كانت تهدف لحاضر ومستقبل تعيش فيه الطبقات عى أرضية المواطنة وبناء جيش وطني وعدالة اجتماعية وتذويب للفوارق الطبقية، وهادي يؤسس لدويلات متفاوتة الثروات والسكان ومسيجة بحدود مذهبية وطائفية ومناطقية، وعمل طيلة سنوات حكمه على تفكيك الجيش والجغرافيا والوحدة اليمنية والوحدة الوطنية، وأسقط السيادة من هشاشتها إلى أقلمتها وتدويلها!
يكرر هادي دوماً حكاية اتخاذ القرار والقدرة والعجز، متوهماً أنه صاحب قدرة وقوة، والرجل لا حول له ولا قوة، فهو ليس سوى بيدق محلي تابع لبيادق إقليمية، ومشروعه سيؤدي حتماً إلى صراع مع أصحاب المشاريع الانفصالية، والتي لاترى في هادي وتوجهاته سوى خطوة نحو تقرير مصير الهويات القاتلة والكنتونات الصغيرة. وما يحدث في عدن من صراع بين هادي وعلي محسن من جهة وبعض فصائل الحراك المدعومة من الإمارات، ليس سوى بعض مشاهد وحلقات الانهيار الذي يقودون اليمن إليه.
حين تحرك الكيان السعودي بما سماه (درع الجزيرة) للقضاء على انتفاضة شعبية تتوق للحرية في البحرين، وبعنف لا مثيل له، قلت سيكون لهذا الكيان تحرك مشابه في اليمن، لكنهم هنا احتاجوا إلى تحالف دولي، وقوى محلية!
صنعت شركة الهند الشرقية والاستعمار البريطاني كيانات هشة في الجنوب، كمشيخات بلا سيادة، وبأجر يقبضه السلاطين من الاستعمار، مع بعض المظاهر التشريفية والهدايا مقابل التنازل عن السيادة والتبعية، ثم كانت ضرورات ومصالح بريطانيا تقتضي اتحاداً شكلياً لهذه السلطنات، لم يستمر بفضل مصر عبد الناصر والثورة اليمنية (سبتمبر وأكتوبر).
الاتحاد الذي يلهث هادي ومن معه ـ بالوكالة عن الوكيل- من أجل تحقيقه، ليس سوى توافقات الضعفاء، وبلا سيادة... وحدها الشركات المتعدية الجنسية والمصالح الغربية هي صاحبة السيادة الفعلية، وما هو محلي حق الانقسامات الطحلبية مكفولة له، ويتم تعزيزها كانتماء (أصيل، وجوهر)، وما عداها بحسب توصيف بعض المتحولين! (عناصر مضافة)، يتم التخفف منها وطرحها أرضاً!

أترك تعليقاً

التعليقات