الإخوان وتضخم التخلف
- محمد ناجي أحمد الثلاثاء , 14 فـبـرايـر , 2017 الساعة 6:03:33 PM
- 0 تعليقات
كتب النائب في البرلمان اليمني (شوقي القاضي) منشوراً في موقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك) قال فيه (لشباب 11 فبراير 2011م الفخر أنهم أتوا بشباب الحوثيين من الجبال والكهوف والأوهام إلى ساحات الحرية والتغيير السلمي والمطالبة بالدولة الجمهورية المدنية الديمقراطية وسيادة القانون... إلخ)، فشباب حركة أنصار الله في منشوره يتم اختزالهم بجبال وكهوف وأوهام، وكأنه لا يوجد لهم شباب في المدن والمحافظات الساحلية والصحراوية، ويتم إلصاق الجهل بهم كسمة جهوية! وكأن سيطرة الإخوان المسلمين على التعليم وفلسفته ومنهجه ونظامه، وإدارته طيلة العقود السابقة، والتي أنتجت تخلفاً واستلاباً للعقل، هو العلم والنور الذي يتباهى ويتفاخر به منشور شوقي القاضي!
ظل الإخوان المسلمون في الأسابيع الأولى لـ11 فبراير، يحرضون ويدفعون الناس للنزول إلى الساحات، لكنهم تباطأوا في النزول كجماعة حتى يكتمل نزول الناس، ويصبح لهم متراس يستطيعون من خلاله مواجهة شريكهم في الحكم؛ الذي قدموه للناس على أنه هو النظام، لهذا صاغوا شعار (الشعب يريد إسقاط الرئيس)، ليكون بديلاً لشعار (الشعب يريد إسقاط النظام)، وظلت شعاراتهم المتحكمة بالساحات ذات دلالات (إصلاحية) وليست (ثورية) مطلبية، وليست تغييراً جذرياً، بل إن الشعارات المطلبية لنقابة المعلمين الإخوانية ظلت تتردد في الساحات، واستمر الإخوان لجاماً جامحاً يمنع التغيير المنفلت من عقالهم، ويوجه المسيرات بما يخدم (هز عرش صالح)، وكلما كثرت الدماء ولو باستخدام المنتجة السينمائية، شعروا باقتراب وصولهم لغايتهم. لقد استخدم الإخوان في مواجهة حليفهم (الأكثر من استراتيجي) (الصدور العارية) والدماء (كلما سقط منّا شهيد اهتز عرشك يا علي)، واحتمت فرقتهم خلف (المسيرات والساحات)، وحركوا جهادييهم بأكفانهم وقبائلهم السياسية بأسلحتهم وألويتهم العسكرية بماكينتهم الحربية في مواجهة (الحرس الجمهوري)، وكان ما سمي (جمعة الكرامة) ساعة الصفر التي اتخذوها لتكون لحظة فك الارتباط مع شريكهم في الحكم (علي عبد الله صالح). وبانتهازية ليس لها سقف، ظلت قياداتهم تتحدث عن استبداد لعقود مارسه (صالح) في الحكم!
أراد الإخوان في اليمن أن يرثوا (النظام) دون تغيير في بنيته الدستورية والاقتصادية والسياسية والاجتماعية، بعد حذف شريكهم وتقسيم سلطته بينهم، لهذا كانت غايتهم هي ترحيل (صالح) لا ترحيل النظام، واستمرت حناجر جماهيرهم مغمضة الوعي تردد (ارحل ارحل ارحل) و(بانجي لك بانجي).
هناك ثنائية وهمية واستعلائية في الوعي الزائف، فمن سماهم شوقي القاضي (شباب الحوثيين) (شيء) قام (شباب 11 فبراير) باستجلابهم وإخراجهم من (الجبال والكهوف والأوهام والجهل) إلى ساحات الديمقراطية والمواطنة وسيادة القانون! مع أن التعليم الذي سيطر عليه الإخوان المسلمون طيلة العقود السابقة، لم ينتج سوى استلاب للعقل وتوفير البيئة الخصبة للتطرف باسم (الجماعات التكفيرية والاحتساب ومراقبة الحريات الشخصية)، وتحويل أجهزة الأمن إلى (هيئة للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر)، ومن هذا التعليم والمال الخليجي خرجت (القاعدة) و(داعش).
لقد كان من سماهم (شوقي القاضي) (شباب الحوثيين) جزءاً أصيلاً من تكوين الساحات، منذ تباشيرها الأولى، لكن الإخوان كانوا الأقدر على استثمار هذه الساحات من خلال دماء ودموع الشباب، فالشهيد أصبح ذخيرة يصوبونها نحو (عرش علي)، ليخلو لهم وجه السلطة دون شريك، وهو ما كان قد بدأ قادتهم يصرحون به عام 2012م، من أن السلطة لن تخضع للشراكة والتقاسم، وإنما للصندوق والانتخابات، وهو ما أثار هلع شركائهم في (اللقاء المشترك) الذين بادروا بالرد بأن الشراكة حتمية لـ10 سنوات قادمة على الأقل، مما أجبر (تجمع الإصلاح) صاحب (فقه الواقع) الذي يسميه (شوقي القاضي) (فقه المزقاوة)، على التراجع!
ظل الإخوان المسلمون في الأسابيع الأولى لـ11 فبراير، يحرضون ويدفعون الناس للنزول إلى الساحات، لكنهم تباطأوا في النزول كجماعة حتى يكتمل نزول الناس، ويصبح لهم متراس يستطيعون من خلاله مواجهة شريكهم في الحكم؛ الذي قدموه للناس على أنه هو النظام، لهذا صاغوا شعار (الشعب يريد إسقاط الرئيس)، ليكون بديلاً لشعار (الشعب يريد إسقاط النظام)، وظلت شعاراتهم المتحكمة بالساحات ذات دلالات (إصلاحية) وليست (ثورية) مطلبية، وليست تغييراً جذرياً، بل إن الشعارات المطلبية لنقابة المعلمين الإخوانية ظلت تتردد في الساحات، واستمر الإخوان لجاماً جامحاً يمنع التغيير المنفلت من عقالهم، ويوجه المسيرات بما يخدم (هز عرش صالح)، وكلما كثرت الدماء ولو باستخدام المنتجة السينمائية، شعروا باقتراب وصولهم لغايتهم. لقد استخدم الإخوان في مواجهة حليفهم (الأكثر من استراتيجي) (الصدور العارية) والدماء (كلما سقط منّا شهيد اهتز عرشك يا علي)، واحتمت فرقتهم خلف (المسيرات والساحات)، وحركوا جهادييهم بأكفانهم وقبائلهم السياسية بأسلحتهم وألويتهم العسكرية بماكينتهم الحربية في مواجهة (الحرس الجمهوري)، وكان ما سمي (جمعة الكرامة) ساعة الصفر التي اتخذوها لتكون لحظة فك الارتباط مع شريكهم في الحكم (علي عبد الله صالح). وبانتهازية ليس لها سقف، ظلت قياداتهم تتحدث عن استبداد لعقود مارسه (صالح) في الحكم!
أراد الإخوان في اليمن أن يرثوا (النظام) دون تغيير في بنيته الدستورية والاقتصادية والسياسية والاجتماعية، بعد حذف شريكهم وتقسيم سلطته بينهم، لهذا كانت غايتهم هي ترحيل (صالح) لا ترحيل النظام، واستمرت حناجر جماهيرهم مغمضة الوعي تردد (ارحل ارحل ارحل) و(بانجي لك بانجي).
هناك ثنائية وهمية واستعلائية في الوعي الزائف، فمن سماهم شوقي القاضي (شباب الحوثيين) (شيء) قام (شباب 11 فبراير) باستجلابهم وإخراجهم من (الجبال والكهوف والأوهام والجهل) إلى ساحات الديمقراطية والمواطنة وسيادة القانون! مع أن التعليم الذي سيطر عليه الإخوان المسلمون طيلة العقود السابقة، لم ينتج سوى استلاب للعقل وتوفير البيئة الخصبة للتطرف باسم (الجماعات التكفيرية والاحتساب ومراقبة الحريات الشخصية)، وتحويل أجهزة الأمن إلى (هيئة للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر)، ومن هذا التعليم والمال الخليجي خرجت (القاعدة) و(داعش).
لقد كان من سماهم (شوقي القاضي) (شباب الحوثيين) جزءاً أصيلاً من تكوين الساحات، منذ تباشيرها الأولى، لكن الإخوان كانوا الأقدر على استثمار هذه الساحات من خلال دماء ودموع الشباب، فالشهيد أصبح ذخيرة يصوبونها نحو (عرش علي)، ليخلو لهم وجه السلطة دون شريك، وهو ما كان قد بدأ قادتهم يصرحون به عام 2012م، من أن السلطة لن تخضع للشراكة والتقاسم، وإنما للصندوق والانتخابات، وهو ما أثار هلع شركائهم في (اللقاء المشترك) الذين بادروا بالرد بأن الشراكة حتمية لـ10 سنوات قادمة على الأقل، مما أجبر (تجمع الإصلاح) صاحب (فقه الواقع) الذي يسميه (شوقي القاضي) (فقه المزقاوة)، على التراجع!
المصدر محمد ناجي أحمد
زيارة جميع مقالات: محمد ناجي أحمد