الديلمي وغنائيات الوحدة
 

محمد ناجي أحمد

كتب عباس الديلمي شعراً غنائياً عن الوحدة منذ بداية سبعينيات القرن العشرين، ابتداء من (موكب التحرير) بدلالة المؤمن بأن الوحدة مصير نسير نحوها، و(أنها آتية لا ريب فيها)، فموكب التحرير تحفه القلوب المتآلفة ودروب العلم:
(موكب التحرير ألفت القلوبا
وتوحدنا شمالاً وجنوبا
وفتحنا لسنا العلم الدروبا)
بتوحد الصوفي وإرادة الوطني، يقرر عباس الديلمي أن بلادنا (لم يعد للظلم في أرضي مقام)، و(نفوس الشر تقهر، فافخري يا أرض حمير)، مواصلاً طريقه الذي شقه ببصيرة البناء، متحدثاً:
(عن طريق شقه ذو يزنِ
واهم من ظن أنّا ننثني
قدري دوماً يد تبني غداً
ويدٌ تحرس مجد الوطنِ
معولي قاسم سيفي عشقه
نصرة الحق وخير اليمنِ)
هو يمن العزة والعدل والمصنع والحقل والبذل والعطاء. هذا اليمن الوحدوي الذي نفديه بحسب لغة الشاعر بأرواحنا ودمائنا وولائنا وإخلاصنا، المارد في هامة التاريخ، قاهر المحن:
(يا مارداً في هامة التاريخ يقهر المحنْ
وصانعاً أيلول صنعاء وتشرين عدنْ
لا لن ينال الطامعون من شموخه ولنْ)
هو يمن التاريخ والزهو والطهر:
(دمت للتاريخ، محراباً مهابا
يمناً، تزهو به العرب انتسابا
يفتدي طهرك، ماءً وترابا
فتيةٌ، إن أمروا المجد استجابا)
يستمر الشاعرالكبير عباس الديلمي في تقديس محرابه ومعبده اليمن، واهباً إياه الدم الغالي:
(وهبناك الدم الغالي
وهل يغلى عليك دمُ)
هي الوحدة: الحب والورد والظلال والضياء والمشاعل والسحاب:
(فنحن الحب.. نحن الحرب.. نحن السلم.. يا أمجاد)
وأمام أيلول الثورة يجدد الشاعر الولاء القسم:
(قسماً أيلول إنا
لن نحابي خائنا
نحن للأهداف صنَّا
وسنبقى الأمنا
نحن إن عهداً قطعنا
ما نكثنا عهدنا
نحن إن يوماً غضبنا
ما أعاقوا زحفنا)
وفي دروب الهوى تطوى المسافات:
(مازج الحب بيننا فاتحدنا
وشجاها من الهوى ما شجاني)
وبلغة العاشق والمقاتل:
(شعبنا إن قاد زحفاً
فهو لا يعرف رِدَّهْ
شعبنا إن رام سبقاً
جعل الساعين بَعدَهْ)
ومن (مهبط الخير) إلى (يمن الشموخ) و(راية النصر) و(بعزم الشباب بلغت المنى) و(خيلت براقاً لمع) إلى (لابد ما نعتنق) و(وحدة عاشقين).
عشرات القصائد الغنائية ما بين القصيدة والمبيت والموشح والحميني.
وبأهزوجة شعبية يصدح الديلمي قائلاً:
(وحدتي يا سيل جرار يِدْرجْ
من تعرض له يولي صريعهْ
وحدتي، يا نصر خالد يِفَرِّجْ
همّ من يشكو عصور القطيعةْ
وحدتي، يا مجد عالي يتوجْ
موطني، من بحرنا لا (الوديعةْ)
وحدتي يحميش عامل ومنتجْ
في هدى أهداف ستة رفيعةْ)
هو الحب حين يكون انتماءً وإيماناً وتماهياً:
(فالحب إيماني
وعن (آزال) من يبْعِد (سعادْ)
ما لي حبيب ثاني
ومن يقبل بتقسيم الفؤادْ
لا نقبله شَرْعا
ولا يُعْقَل، ولا يِرضِي القدرْ)
هي وحدة الأوطان التي يصدح بها بصوت وثقة عالية:
(با قولها في الأولة والثانيةْ
وحدة، وفيها عزة الأوطانْ
وأقولها في الثالثة بعد المئةْ
إن اليمن واحد مدى الأزمانْ)...

أترك تعليقاً

التعليقات