أنس القاضي

أنس القاضي / لا ميديا -
شهدت الأيام الماضية حملة تضامن أممية من قبل الأحزاب والقوى الشيوعية والاشتراكية والعمالية العربية والعالمية، تضامنا مع الشعب اللبناني واستنكاراً لعملية الاغتيال الغادرة التي استهدفت الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله.
الأحزاب الشيوعية العالمية تنظر إلى السيد حسن نصر الله، الأمين العام لحزب الله، باعتباره رمزاً للنضال والمقاومة ضد الإمبريالية والصهيونية. عبر بياناتها، تظهر هذه الأحزاب دعماً كبيراً للمقاومة اللبنانية والفلسطينية، مدافعة عن حق الشعوب في تقرير مصيرها ورفض الاستعمار والاحتلال. اغتيال نصر الله يُعدّ، في نظر الشيوعيين، جريمة صهيونية مدعومة من القوى الإمبريالية، وخاصة الولايات المتحدة، ويمثل تصعيداً خطيراً في العدوان على المنطقة.
فنزويلا وكوبا: تدينان بشدة اغتيال نصر الله، معتبرتين ذلك جزءاً من حملة إرهابية تقودها «إسرائيل» والولايات المتحدة ضد المقاومة والشعوب المضطهدة في لبنان وفلسطين. الرئيسان مادورو ودياز كانيل وصفا الاغتيال بالجريمة الجبانة وأشارا إلى ضرورة التضامن الدولي لمواجهة العدوان.
الأحزاب الشيوعية في إسبانيا وتونس والسودان ومصر واليونان وكردستان والعراق: جميعها نعت نصر الله بصفته قائداً كبيراً للمقاومة ضد الإمبريالية، مؤكدة أن هذه الجرائم لن تقضي على روح المقاومة بل ستزيدها قوة وإصراراً، وأن القصد من هذه الاغتيالات والتصعيد تفتيت المنطقة لصالح الإمبريالية. حزب العمال التونسي والحزب الشيوعي السوداني طالبا بمواصلة النضال ضد الإمبريالية الصهيونية، بينما شدد الحزب الشيوعي المصري على أن اغتيال نصر الله لن يوقف المقاومة.
الأحزاب التقدمية الأخرى، مثل الحركة التقدمية الكويتية، أكدت أن جرائم الاغتيال الصهيونية مهما بلغت قسوتها لن تتمكن من قتل إرادة المقاومة والصمود، ودعت إلى استمرار دعم الشعبين اللبناني والفلسطيني.

مقاربة الأحزاب الشيوعية للصراع العربي - «الإسرائيلي»
لليسار العالمي، بمختلف تياراته من العمالية الديمقراطية حتى الشيوعية موقف متضامن مع القضية الفلسطينية تاريخياً، وقاتل في صفوف الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين رفاق شيوعيون من مختلف دول العالم، واحتضنت لهذه الغاية مدينة عدن عاصمة اليمن الديمقراطية الشعبية سابقاً عشرات الشيوعيين المناضلين والمتضامنين مع الحق العربي.
بحسب البيانات الصادرة عن هذه الأحزاب المتضامنة مع الشعب اللبناني، يمكن استخلاص مقاربة هذه القوى للصراع العربي -«الإسرائيلي» كما تراها اليوم، المقاربة جرت بحسب ما ورد في هذه البيانات والتي يمكن العثور عليها كاملة في المواقع الرسمية لهذه الأحزاب، فيما البيانات الواردة في هذا التقرير هي موجزة وملخصة.

وكانت النتائج كما يلي:
تعتبر الأحزاب الشيوعية الصهيونية والإمبريالية قوى استعمارية إجرامية، حيث يرى الشيوعيون أن الصهيونية ليست مجرد حركة سياسية عنصرية، بل أداة للإمبريالية العالمية، وخاصة الأمريكية، التي تسعى للسيطرة على المنطقة من خلال دعم «الكيان الصهيوني». هذه الأحزاب تربط بين الصهيونية والإمبريالية وتصفهما بالإجرام والعدوانية ضد الشعوب العربية، وخاصة الفلسطينيين واللبنانيين.
دعم المقاومة المسلحة: يساند الشيوعيون في العالم المقاومة المسلحة الفلسطينية واللبنانية ضد الاحتلال «الإسرائيلي». في العديد من البيانات، يشيدون بدور حركات المقاومة في التصدي للمشروع الصهيوني، ويرون أن الحل يكمن في استمرار هذه المقاومة لتحقيق التحرير الكامل. وهناك بعض الأحزاب الشيوعية في العالم التي لها توجهات أكثر ليبرالية لا تساند الكفاح المسلح علناً لكنها تتضامن مع القضية الفلسطينية.
رفض حل الدولتين: بعض الأحزاب الشيوعية، مثل الحزب الشيوعي لشعوب إسبانيا، وكثير من الأحزاب اليسارية العربية، ترفض فكرة حل الدولتين وتعتبره تبريراً لاستمرار وجود «الكيان الصهيوني». من وجهة نظرهم، الحل الوحيد هو القضاء الكامل على «الكيان الصهيوني» واستعادة فلسطين التاريخية، ويتزعم اليسار الفلسطيني المقاوم وفي طليعته الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين هذا الخط اليساري الجذري في رؤيته للصراع مع الصهيونية، وكذلك الشيوعي اللبناني والجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، والحزب الشيوعي السوري، وحزب النهج الديمقراطي المغربي، والحزب الاشتراكي اليمني، وغيرها من القوى اليسارية العربية.
الوحدة الأممية: يرى الشيوعيون أن الصراع الفلسطيني -«الإسرائيلي» ليس صراعاً عربياً -«إسرائيلياً» أو إسلامياً -«إسرائيلياً»، بل هو جزء من نضال عالمي ضد الإمبريالية. لذا، يدعون إلى وحدة الأممية الشيوعية والتضامن مع النضال الفلسطيني واللبناني على مستوى عالمي، وتتصدر جمهورية كوبا الاشتراكية هذا الموقف الشيوعي الأممي.
الهجوم على الأنظمة الرجعية العربية: تشن الأحزاب الشيوعية هجوماً على الأنظمة العربية الرجعية التي تتعاون أو تقيم علاقات تطبيع مع الكيان الصهيوني. يرون أن هذه الأنظمة تتواطأ مع الإمبريالية والصهيونية، وتدعو الأحزاب الشيوعية إلى قطع العلاقات الدبلوماسية مع الكيان الصهيوني وطرد سفرائه، ويلعب اليسار دوراً بارزاً في هذه التوجه في دول أمريكا اللاتينية.
التحذير من التصعيد: الأحزاب الشيوعية تحذر من أن السياسات العدوانية «الإسرائيلية»، مدعومة من القوى الإمبريالية، ستؤدي إلى زعزعة الاستقرار الإقليمي، وربما جر المنطقة والعالم إلى حروب أوسع.
الاستمرار في المقاومة: تؤكد الأحزاب الشيوعية أن المقاومة لن تتوقف برغم القصف والاغتيالات الصهيونية، ويرون أن استشهاد القادة لن يضعف الإرادة الشعبية، بل سيزيد من تصميم الشعوب العربية والمقاومة على التصدي للمشروع الصهيوني.
بالتالي، يمكن تلخيص موقف الشيوعيين بأنهم يرون الصراع العربي - «الإسرائيلي» مؤامرة إمبريالية عالمية تستهدف شعوب المنطقة وجزءا من نظام الأحادية القطبية، وأن الحل يكمن في القضاء على «الكيان الصهيوني» من خلال مقاومة شعبية مسلحة وتضامن أممي واسع.
وتالياً مقتطفات من بيانات الأحزاب الشيوعية من اغتيال نصر الله والتصعيد في لبنان:

موقف رئيسا فنزويلا وكوبا:
في 28 سبتمبر 2024، أعرب الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو خلال تجمع جماهيري عن تضامنه مع شعبي لبنان وفلسطين، واصفاً حكومة نتنياهو والإدارة «الإسرائيلية» بأنهما تمارسان الإبادة الجماعية. أدان مادورو اغتيال الأمين العام لحزب الله، السيد حسن نصر الله، وأعرب عن تضامنه مع عائلته وشعب لبنان. كما أشار إلى أن الهجوم الذي استهدف الضاحية الجنوبية في بيروت تسبب في مقتل مئات الأشخاص، متهماً المجتمع الدولي بالصمت.
وفي اليوم ذاته، أدان الرئيس الكوبي ميغيل دياز كانيل عملية الاغتيال، مشيراً إلى أنها تهدد السلم والأمن الإقليميين والدوليين. اعتبر دياز كانيل الهجوم جزءاً من العمليات «الإسرائيلية» المستمرة التي تستهدف المدنيين وتدمير البنية التحتية في لبنان بالتواطؤ مع الولايات المتحدة.

موقف الحزب الشيوعي لشعوب إسبانيا:
أصدر الحزب الشيوعي الإسباني بياناً في 28 سبتمبر 2024 عقب إضراب كبير دعماً للمقاومة الفلسطينية، داعياً إلى تضامن عالمي لإدانة «إسرائيل» ومطالبة الحكومة الإسبانية بقطع العلاقات الدبلوماسية معها. الحزب شدد على أن الاغتيالات الصهيونية، ومنها اغتيال السيد نصر الله، هي جزء من خطة «إسرائيلية» لتوسيع عمليات الإبادة الجماعية في المنطقة.

موقف حزب العمال التونسي:
أدان حزب العمال التونسي، في بيان صدر يوم 28 سبتمبر 2024، اغتيال السيد حسن نصر الله، معتبراً ذلك استمرارية لسياسة «إسرائيلية» تهدف إلى القضاء على المقاومة. الحزب شدد على أن هذه العمليات لن تنجح في القضاء على المقاومة، داعياً لمواصلة الكفاح من أجل تحرير فلسطين بالكامل.

موقف الحزب الشيوعي السوداني:
في بيان صدر يوم 24 سبتمبر 2024، أدان الحزب الشيوعي السوداني الهجمات «الإسرائيلية» على فلسطين ولبنان، واصفاً إياها بالإبادة الجماعية. دعا الحزب الأحزاب الشيوعية حول العالم للوقوف في صف المقاومة ودعم الشعبين الفلسطيني واللبناني في مواجهة العدوان «الإسرائيلي».

موقف الحزب الشيوعي المصري:
في بيان صدر يوم 28 سبتمبر 2024، نعى الحزب الشيوعي المصري السيد حسن نصر الله، مندداً بالهجوم «الإسرائيلي» الذي أودى بحياته. اعتبر الحزب أن هذه الجريمة تأتي ضمن سياسة «إسرائيلية» تهدف إلى تهويد الأراضي الفلسطينية وفرض سيطرة كاملة على المنطقة. ودعا جميع القوى الشريفة للوقوف في مواجهة هذه التهديدات.

موقف الحركة التقدمية الكويتية:
أدانت الحركة التقدمية الكويتية اغتيال السيد حسن نصر الله، معتبرة أن هذه الجرائم لن تؤثر على إرادة الصمود والمقاومة. الحركة أكدت على ضرورة اتخاذ موقف جدي من دول المنطقة لإيقاف العدوان «الإسرائيلي»، ودعت لتقديم الدعم الإنساني والصحي للشعبين الفلسطيني واللبناني.

البيان الموحد لثلاثة أحزاب شيوعية:
في بيان موحد، أدان الحزب الشيوعي العراقي، الحزب الشيوعي الكردستاني، والحزب الشيوعي العمالي (الخط الحكمتي شيوعي إيراني) عملية اغتيال حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله اللبناني، مشيرين إلى أنها تمثل جزءاً من السياسة العدوانية التي ينتهجها الكيان الصهيوني بدعم من القوى الإمبريالية، وعلى رأسها الولايات المتحدة.
وأشار إلى أن الهدف من هذه العمليات هو إضعاف المقاومة وتمهيد الطريق لتحقيق مشاريع الاحتلال وتفتيت المنطقة لصالح القوى الإمبريالية.
كما دعا البيان الشعوب التواقة إلى الحرية إلى الاستمرار في دعم المقاومة، وتوحيد الجهود في مواجهة الاحتلال الصهيوني، والتصدي للمخططات الإمبريالية التي تسعى إلى زعزعة استقرار المنطقة.

الحزب الشيوعي اليوناني:
أدان بشدة جرائم «إسرائيل» في لبنان وفلسطين، واعتبر هذه الاعتداءات جزءاً من مخططات الإمبريالية الأميركية والأطلسية لترسيخ سيطرتها في الشرق الأوسط. ودعا إلى فك ارتباط اليونان بهذه الحرب ووقف التعاون مع «إسرائيل».

الحزب الشيوعي اللبناني:
نعى السيد حسن نصر الله، وأدان الجريمة «الإسرائيلية» باغتياله. عبر عن دعمه لحزب الله والمقاومة، مؤكداً أن دماء الشهداء لن تذهب هدراً وستؤدي إلى تحرير فلسطين ولبنان.
اتحاد الشباب الشيوعي التونسي:
نعى حسن نصر الله وأكد أن استشهاده سيزيد من عزيمة المقاومة في لبنان وفلسطين، داعياً إلى الخروج للتعبير عن دعم المقاومة ورفض التطبيع مع «إسرائيل».

الحزب الشيوعي السوري:
أدان العدوان «الإسرائيلي» على لبنان ويصفه بإرهاب الدولة، مؤكداً أن المقاومة هي الوسيلة الوحيدة لردع العدو «الإسرائيلي». وشدد على أن الجرائم «الإسرائيلية» تأتي في سياق الإمبريالية العالمية ويطالب بالاستمرار في دعم المقاومة.

حزب النهج الديمقراطي العمالي المغربي:
نعى السيد حسن نصر الله وقدم تعازيه لحزب الله والمقاومة، مؤكداً دعمه لحركات التحرر والمقاومة في المنطقة.
ختاماً، تشترك الأحزاب الشيوعية حول العالم في موقف موحد يدين اغتيال السيد حسن نصر الله ويصفه بجريمة نكراء ضمن إطار الاعتداءات «الإسرائيلية» المستمرة على لبنان وفلسطين. هذه الأحزاب تؤكد على أن المقاومة المسلحة هي الخيار الوحيد في مواجهة الاحتلال «الإسرائيلي»، وتدعو إلى تضامن دولي واسع لمواجهة العدوان وإيقافه.
هذه البيانات هي ما أمكن جمعه حتى اليوم، ولازالت المواقف التضامنية مستمرة، وهذه العينة لا تشمل مواقف كل الأحزاب.
والملاحظ أن من يسمي نفسه «الحزب الشيوعي الإسرائيلي» والذي ينشط في فلسطين المحتلة ومع عرب 48 على لسان قياداته، أدان التصعيد في لبنان واغتيال السيد حسن نصر الله، وخرج بتظاهرة رمزية قبل الاغتيال بيوم يدعو لوقف الحرب على لبنان.

أترك تعليقاً

التعليقات