أنس القاضي

أنس القاضي / لا ميديا -
في 27 أيلول/ سبتمبر 2024، يوم الجمعة، شن العدو الصهيوني غارات على الضاحية الجنوبية لبيروت، بـ80 طناً من المتفجرات، قصفت مجمع مقرات لحزب الله، استهدف فيها العدو اجتماعاً للسيد حسن نصر الله ونخبة من قيادات الحزب ومسؤول ملف لبنان في فيلق القدس في الحرس الثوري. ونعى الحزب أمينه العام يوم السبت 28 أيلول/ سبتمبر. وكان قد سبق ذلك بعشرة أيام تفجير أجهزة الاتصالات اللاسلكية (البيجر).
عقب عملية الاغتيال أخذت المعركة طوراً جديداً كما أشار إلى ذلك خطاب السيد عبد الملك الحوثي (حفظه الله)، بالإضافة إلى العمليات العراقية يومها وتصريحات القيادة العسكرية والسياسية الإيرانية الحازمة في اليوم ذاته (السبت).
ضمن ذلك السياق أعلن الكيان الصهيوني فرض حصار عسكري على لبنان، مستهدفاً الطرق الرابطة بين لبنان وسورية، كما منع الطائرات القادمة من سورية أو إيران والعراق من الهبوط في بيروت، وهدد بإيقاف السفن الإيرانية قبالة السواحل اللبنانية. أفادت يومها وسائل الإعلام الصهيونية بأن الجيش «الإسرائيلي» يستعد لتوسيع عملياته ضد حزب الله، مع احتمال تنفيذ عملية برية في لبنان. واستهدفت الغارات الجوية ليلتها جنوب لبنان والمناطق القريبة من مطار بيروت، وأصدرت أوامر إخلاء عاجلة للضاحية الجنوبية في بيروت.
بعد يومين من الاغتيال في 30 تشرين الأول/ أكتوبر، ألقى الشيخ نعيم قاسم، نائب أمين عام حزب الله، وهو الخطاب الأول لقيادي في الحزب بعد الاغتيال، خطابا حمل رسائل سياسية وعسكرية تؤكد استمرارية المقاومة ومرونتها رغم التضحيات والخسائر القيادية، مع توجيه رسائل تحذير قوية إلى «إسرائيل» بأن أي تصعيد سيُقابل بمقاومة أقوى، ويؤكد وحدة الساحات.
ليلتها بدأ الكيان فرض منطقة عسكرية مغلقة على الحدود وتكثيف القصف المدفعي على جنوب لبنان، ممهداً لعملية عسكرية برية بالتزامن مع تأكيد أمريكي على الدفاع عن «إسرائيل»، وتصريحات أمريكية بإرسال قوات إلى المنطقة وأسراب طائرات. وتصدت المقاومة للعملية البرية قبل أن تسجل اختراقات في الحدود اللبنانية مع شمال فلسطين المحتلة.
ذروة التصعيد كانت ليلة 1 تشرين الأول/ أكتوبر، إذ حدثت اشتباكات عسكرية ميدانية مباشرة بين كيان الاحتلال والمقاومة اللبنانية على الحدود وإطلاق نار وسط يافا المحتلة، تلاها الرد الإيراني الصاروخي المباشر.
تعرض الكيان لصدمة كبيرة نتيجة الضربة الإيرانية وعجزه الاستخباراتي عن تحديدها وفشل أمريكا في منع إيران من الرد، كما أن الضربة شكلت اختراقاً جديداً للدفاعات الصهيونية والأمريكية. هذا يعكس تغيراً في ميزان القوة العسكري في المنطقة.
جاء الرد الإيراني والتصعيد المقاوم من مختلف جبهات الإسناد مع حديث كل من الصهاينة من جهة، والإيرانيين من جهة أًخرى، عن تغيرات جديدة في منطقة « الشرق الأوسط»، فالصراع في ذروته يؤكد الموازين الجديدة في المنطقة، إذ يسعى الصهاينة من جهة إلى الانتصار لمشروع التطبيع بعد تصفية المقاومة اللبنانية الفلسطينية، فيما تؤكد المقاومة على تثبيت مكاسب السابع من تشرين الأول/ أكتوبر.

سيناريوهات الرد الأمريكي الصهيوني
بناءً على الصدام الأخير، ووصول الصراع ذروته والصدام العنيف بين مشروع المقاومة والمشروع الأمريكي الصهيوني، فمن المرجح أن يكون هناك رد من الولايات المتحدة والكيان الصهيوني، حيث سيحاولان استعادة زمام المبادرة من خلال ضربات عسكرية واسعة النطاق وتكثيف الضغوط الدبلوماسية والاقتصادية. ولكن في الوقت نفسه، سيحاولان تجنب الدخول في حرب شاملة مع إيران (فلم يبلغ الصراع حتى الآن نقطة اللاعودة) والتركيز على ضربات محددة لتقليص قدرات المقاومة وتقليل الخسائر الصهيونية.

رد عسكري صهيوني
من المحتمل أن ترد «إسرائيل» بضربات جوية مكثفة ضد أهداف إيرانية وحزب الله في لبنان وسورية، وربما استهداف منشآت إيرانية في العراق أو سورية لردع المزيد من الهجمات؛ وهو ما ذهب إليه موقع «أكسيوس» الأمريكي الذي تحدث عن رد في عمق إيران خلال أيام يستهدف مواقع نفطية واستراتيجية هامة.
في ظل استمرار المواجهات البرية مع حزب الله، قد تعمد «إسرائيل» إلى تعزيز وجودها على الحدود الشمالية لفلسطين المحتلة. وأعلن الجيش «الإسرائيلي» يوم 2 تشرين الأول/ أكتوبر عن ضم قوات مدرعة إضافية للعملية البرية في لبنان.
يمكن أن تقوم «إسرائيل» بمحاولات لاغتيال مزيد من قادة المقاومة اللبنانية أو الفلسطينية، سواء في الداخل أو الخارج، بهدف إضعاف الهيكل القيادي.

رد الولايات المتحدة
مع تصاعد التهديدات ضد القواعد الأمريكية في المنطقة، قد ترسل الولايات المتحدة تعزيزات إضافية لحماية مصالحها وقواعدها في العراق والخليج، مع احتمال توجيه ضربات استباقية ضد المقاومة في العراق أو اليمن.
رغم أن الولايات المتحدة قد تسعى لتجنب مواجهة شاملة مع إيران، فقد توجه ضربات محدودة ضد منشآت عسكرية أو صاروخية إيرانية، خاصة إذا استمرت إيران في استهداف المصالح الأمريكية أو إذا كانت الضربة الإيرانية على «إسرائيل» ذات تأثير كبير.
من المحتمل أن ترسل الولايات المتحدة المزيد من السفن الحربية والطائرات المقاتلة إلى المنطقة لتعزيز الردع، مع زيادة المراقبة الجوية والبحرية على الأنشطة الإيرانية.

الدبلوماسية والضغط الدولي
ستسعى الولايات المتحدة و»إسرائيل» إلى حشد دعم دولي واسع، خاصة من الدول الأوروبية والخليجية، لفرض المزيد من الضغوط على إيران وحزب الله. قد تتجه «إسرائيل» إلى مجلس الأمن للتنديد بإيران وحزب الله، والمطالبة بإجراءات دولية.
من المحتمل أن ترد الولايات المتحدة بتشديد العقوبات الاقتصادية على إيران وحزب الله واليمن.

التنسيق مع دول الخليج
من المحتمل أن تعمل «إسرائيل» بشكل وثيق مع دول الخليج، لاسيما السعودية والإمارات، وقد يشهد الوضع تعاوناً استخباراتياً وعسكرياً أقوى.

الرأي
من المهم في اليمن الاستعداد لتصعيد كهذا على مستويات مختلفة:
- ضمان احتياطي من الوقود والمواد الغذائية، فمعاودة حصار الحديدة مجدداً أمر وارد.
- تعزيز أمن الجبهة الداخلية، ومعالجة التوترات التي رافقت ذكرى 26 أيلول/ سبتمبر، والعمل على صرف جزء من الراتب، لتهدئة الوضع الداخلي، لضمان وحدة وطنية أوسع.
- إجراءات أمنية لمقر أنصار الله في العراق، والوفد الوطني في سلطنة عمان، فقد يوضعان ضمن بنك أهداف العدو.
- التنبه للجبهات مع المرتزقة، إذ كان هناك لقاءات عسكرية طوال هذه الفترة سواء بين المرتزقة في الداخل أو مع الملحق العسكري البريطاني والسفيرة الفرنسية، وتلميحات من الزبيدي وطارق عفاش للتعاون مع الصهاينة.

اغتيال السيد حسن نصر الله
في 28 أيلول/ سبتمبر، أعلن حزب الله استشهاد أمينه العام سماحة السيد حسن نصر الله، إلى جانب استشهاد رئيس أركان الحزب علي كركي وقائد قوات فيلق القدس في لبنان، وعدد من المرافقين والمدنيين، نتيجة هجوم صهيوني أمريكي.
عقب الاغتيال، فرض الكيان حصاراً على لبنان، مع تصاعد الغارات الجوية، مما أنذر باندلاع حرب واسعة في لبنان وهو ما حدث لاحقاً.

الموقف الإيراني
نعت طهران نصر الله وأكدت استمرار المقاومة، وهو ما يعكس دعمها المطلق لحزب الله. تصريح المرشد علي خامنئي بأن «دماء نصر الله لن تذهب سدى» أشار إلى توعد إيران بالرد، وهو ما حدث مساء الأول من تشرين الأول/ أكتوبر.
تصريح رئيس الأركان الإيراني بأن «مصير المنطقة وفلسطين سيتم تحديده في المستقبل القريب» كان يُظهر استعداداً لتعزيز فصائل محور المقاومة واستعدادها للرد.

ردود الفعل الدولية الأخرى
تركيا: ندد الرئيس أردوغان بالهجمات «الإسرائيلية» ووصفها بالإبادة الجماعية، وهو خطاب يعزز مزاعم تركيا كمدافع عن القضايا الإقليمية، خاصة فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية.
سورية: أدانت دمشق الهجمات وحذرت من التصعيد، ما يعكس دعمها المستمر لحزب الله ويعزز دورها ضمن محور المقاومة. تصريحات دمشق تأتي في سياق العداء التقليدي لـ»إسرائيل» والتضامن مع لبنان.
العراق وفلسطين: إعلان العراق الحداد يشير إلى عمق العلاقات بين الحزب وإيران، وتعد هذه الخطوة إشارة إلى التضامن السياسي والديني مع حزب الله. أما تعزية الرئيس الفلسطيني محمود عباس فتأتي في إطار الاعتراف بنفوذ الحزب في المنطقة، رغم الخلافات الداخلية الفلسطينية.
روسيا والصين: أدانت كل من روسيا والصين الجريمة، متهمتين الولايات المتحدة بدعم الكيان الصهيوني في هذه الجرائم، وتحملانها مسؤولية التصعيد العسكري على لبنان.

الموقف الأمريكي
تبرير الاغتيال: الرئيس الأمريكي جو بايدن اعتبر اغتيال نصر الله «تحقيقا للعدالة» واتهمه بمسؤولية قتل أمريكيين. هذا الموقف يعكس الموقف الأمريكي التقليدي المعادي لحزب الله ويبرر اغتيال نصر الله كجزء من «الحرب على الإرهاب».

المقاومة الفلسطينية
الإدانة والتضامن: جميع الفصائل الفلسطينية أدانت الاغتيال، بما في ذلك حماس والجهاد الإسلامي وفتح والشعبية والديمقراطية. هذا التضامن يعكس الوحدة داخل المقاومة الفلسطينية ضد «إسرائيل»، ويؤكد أن اغتيال نصر الله سيزيد التلاحم بين حركات المقاومة في المنطقة.
اليسار العربي والعالمي 
والحركات القومية والإسلامية
أظهرت الأحزاب الاشتراكية العربية والعالمية، كاليوناني والإسباني والهندي وفنزويلا وكوبا، دعماً واضحاً لحزب الله، وكذلك الحركات القومية والعربية والأحزاب ذات التوجهات الإسلامية (باستثناء الإخوان)، معتبرة أن الاغتيال هو جريمة تستهدف رموز المقاومة، ورمزاً من رموز حركة التحرر العالمية. هذا التأييد يأتي من منطلقات أيديولوجيا معادية للإمبريالية والاستعمار، وهو موقف ثابت لدى اليسار العربي والعالمي في دعم القضية الفلسطينية والمقاومة.

العملية البرية الصهيونية
في 30 تشرين الأول/ أكتوبر، بدأ الإعلام الصهيوني والأمريكي الحديث عن عملية برية صهيونية معادية للبنان. ووفقاً للتقارير الواردة يومها، فإن العملية البرية المخطط لها ستكون أصغر حجماً من حرب تموز 2006م، مع التركيز على إبعاد حزب الله إلى ما وراء نهر الليطاني وتدمير بنيته التحتية على الحدود. وهذا يُظهر أن «إسرائيل» تسعى إلى تقليل قوة حزب الله في المناطق الحدودية مع تفادي تكرار الكلفة الكبيرة لحرب تموز 2006م.

الاستراتيجية الصهيونية
اتبع الكيان الصهيوني نهجاً تدريجياً، يبدأ من التسلل والمعلومات الاستخباراتية إلى تحضير الرأي العام الداخلي والدولي لعملية برية محدودة، وهو ما حدث ليلتها.

البُعد الأمريكي
كانت الولايات المتحدة على علم بالخطط الصهيونية، حيث أشارت صحيفة «واشنطن بوست» إلى أن «تل أبيب» أبلغت واشنطن بعملياتها المخطط لها. هذا الدعم أو التنسيق مع واشنطن يمنح «إسرائيل» مرونة في التحرك، ولكنه يدفع قوى دولية أخرى للتدخل، مثل إيران كما تجلى ذلك في الرد الإيراني.

المشهد العسكري 30 أكتوبر
استمرار عمليات المقاومة بوتيرة كبيرة في كل من فلسطين ولبنان واليمن والعراق، تعني واقعياً ان المستجدات المتعلقة باغتيال قيادات الصف الأول من حزب الله وحركة حماس، لم تؤثر في الميدان.
أسقطت هذه العمليات الطموحات «الإسرائيلية» وافتراضات نتنياهو بضرب قدرة الحزب في لبنان، وكذلك الافتراض أن اغتيال قيادات حزب الله ستجعل السنوار في غزة يتراجع عن التصعيد ويميل إلى المفاوضات.
كما أن هذه العمليات وبهذا المستوى ضمن معركة الإسناد تشير إلى أن المعركة التي يخوضها الحزب لا تزال ضمن سقف الإسناد، ولم تتحول إلى حرب مفتوحة، وأن الحزب ما زال يقاوم بالخطط الموضوعة ذاتها، وأن مستجدات اغتيال الأمين العام لم تسبب له إرباكاً ميدانياً، وبالتالي فهو قادر لاحقاً حين تقتضي الأمور أن يرفع مستوى المواجهة.

تحليل مضمون خطاب نائب أمين عام حزب الله
في 30 تشرين الأول/ أكتوبر، ألقى الشيخ نعيم قاسم، نائب أمين عام حزب الله، خطاباً هو الأول لقيادي في الحزب بعد الاغتيال وكان رسالة للداخل اللبناني وللخارج ومطمئناً.
الشيخ نعيم قاسم قدّم عزاءه للأمة الإسلامية والشعب اللبناني بشهادة السيد حسن نصر الله، مؤكداً استمرارية المقاومة بنهج الشهيد.
الاستعداد التنظيمي واختيار القيادة
تم تأكيد أن الحزب سيختار أميناً عاماً جديداً في أقرب وقت، وأن الهيكلية التنظيمية للحزب تتضمن استعدادات مسبقة لأي طارئ، ما يعكس قوة التنظيم الداخلي لحزب الله وقدرته على التعامل مع الأزمات القيادية بسلاسة.

التحديات والمقاومة المستمرة
الشيخ قاسم أشار إلى أن المقاومة ستستمر بعد اغتيال السيد نصر الله، وبوتيرة أكبر. هذا يعكس استعداد الحزب لمواصلة القتال رغم الخسائر، وتوجيه رسالة قوية إلى الكيان بأن المقاومة لن تتوقف رغم الضربات.

مواجهة أي تصعيد «إسرائيلي»
تم التركيز على استعداد الحزب لمواجهة أي هجوم بري «إسرائيلي»، حيث أشار الشيخ قاسم إلى الجهوزية التامة للتصدي لأي محاولة دخول بري. هذا الموقف يعكس الثقة العالية للحزب في قدراته العسكرية واللوجستية.

التضحيات والشعب اللبناني
الشيخ قاسم أكد أن الشعب اللبناني أثبت صلابته في الماضي وسينتصر كما انتصر عام 2006م. هذا يعكس الثقة في قدرة الشعب والمقاومة على الصمود وتقديم التضحيات مهما كانت كبيرة.

محور المقاومة
في الإطار الإقليمي، أشار الشيخ قاسم إلى شهادة قادة آخرين من حزب الله والحرس الثوري الإيراني، ما يعكس متانة التحالف بين حزب الله وإيران لمواجهة الكيان. كما تطرق إلى دعم الولايات المتحدة لـ»إسرائيل»، ما يعزز فكرة أن الصراع هو جزء من مواجهة أوسع بين محور المقاومة والكيان الصهيوني والولايات المتحدة.

الاستمرار والجاهزية
رغم فقدان القادة والكوادر، يؤكد الحزب استمرارية العمل وفق خطط بديلة وجاهزيته لمواجهة أي سيناريوهات مستقبلية، ما يشير إلى أن حزب الله يمتلك خططاً مرنة تُمكنه من التعامل مع التحديات الطارئة.

«طوفان الأقصى»
تعدد الجبهات: تخوض دولة الاحتلال معارك على عدة جبهات: لبنان، العراق، واليمن، بالإضافة إلى ردود إيرانية مباشرة. هذا التشتت العسكري يشير إلى احتمالية تعرض «إسرائيل» لضغوط شديدة، خاصة مع ضربات متزامنة من أكثر من جهة.
القيادة والسيطرة للمقاومة: المقاومة اللبنانية، وتأكيداً لما جاء في خطاب نائب أمين عام الحزب، ما زالت تحتفظ بقدراتها القيادية، رغم التصعيد والاغتيالات، وهو مؤشر إلى استمرارية العمليات الميدانية، والتنسيق العالي بين فصائل المقاومة. وقد تصدت لكل محاولات التقدم والاختراق الصهيونية في العملية البرية المُعلنة.

الرد الإيراني
الرد الإيراني عبر الحرس الثوري يشير إلى مدى الجدية في الرد الإيراني، وسبق للرئاسة الإيرانية ومكتب المرشد والقيادات العسكرية طوال الأيام الماضية أن تحدثت عن حتمية الرد. الضربة العسكرية الإيرانية مساء 1 تشرين الأول/ أكتوبر تطور كبير قد يدفع الأمور إلى تصعيد شامل، في حال رد الجانب الصهيوني.
تعدد الجبهات: يخوض كيان الاحتلال معارك على عدة جبهات: لبنان، العراق، واليمن، بالإضافة إلى ردود إيرانية مباشرة. هذا التشتت العسكري يشير إلى احتمالية تعرض «إسرائيل» لضغوط شديدة، خاصة مع ضربات متزامنة من أكثر من جهة.
«إسرائيل» ورد الفعل: تعرض الكيان لصدمة كبيرة نتيجة الضربة الإيرانية وعجزه الاستخباراتي عن تحديدها وفشل أمريكا في منع إيران من الرد. هذه الصدمة قد تدفعه إلى التراجع عن التصعيد إلى مسار المفاوضات المتوقفة. فالقوة العسكرية هي السبيل لإجبار «إسرائيل» على التفاوض.
التوازن العسكري: الضربة الإيرانية بواسطة الصواريخ الباليستية تشكل اختراقاً جديداً للدفاعات الصهيونية والأمريكية. هذا يعكس تغيراً في ميزان القوة العسكري في المنطقة الذي كان لصالح الكيان، ويفرض تحديات جديدة على الكيان الصهيوني.

استشراف مسار التصعيد
تصاعد المواجهة: بناءً على ما سبق، يمكن استشراف تصاعد أكبر في العمليات العسكرية، خاصة مع دخول إيران بشكل مباشر في الصراع. من المحتمل أن تكون هناك ضربات متبادلة أكثر عنفاً.
توسع نطاق الحرب: مع الضربات الإيرانية والعمليات العراقية واليمنية، قد يتوسع نطاق الصراع ليشمل قواعد ومصالح أمريكية و»إسرائيلية» في المنطقة، ما يفتح الباب أمام مواجهة إقليمية أوسع.
«إسرائيل» وإعادة الحسابات: إذا ثبت أن الضربة الإيرانية قد حققت «الصدمة» المطلوبة وفرضت الردع، فقد يضطر كيان الاحتلال لإعادة تقييم مواقفه من العملية السياسية، خاصة في ظل الخسائر الكبيرة التي يتعرض لها.
في المجمل، الأحداث تعكس مرحلة تصعيد جديدة في الحرب منذ «طوفان الأقصى» العام الماضي، وتشير إلى إمكانية تحول المواجهات إلى حرب شاملة تتجاوز حدود الأراضي الفلسطينية المحتلة إلى المنطقة بأكملها ولبنان وسورية هي المرشحة بشكل أكبر في الوقت الحالي.

أترك تعليقاً

التعليقات