بركان اليمامة
 

عبد الحافظ معجب

كل المبررات التي قدمتها السعودية لم تستطع أن تتنكر للإنجاز النوعي الذي حققته القوة الصاروخية اليمنية باستهدافها قصر اليمامة الملكي (السيادي) في الرياض بصاروخ باليستي من طراز (بركان تو إتش) المطور محلياً، والذي أصاب هدفه بدقة بعد تأكيدات من شهود عيان عبروا عن رعبهم وخوفهم من الانفجار الكبير الذي سمعوه والدخان المتصاعد الذي شاهدوه.
هذه الصفعة بقوتها أجبرت قيادة تحالف العدوان على المسارعة بالاعتراف بالضربة والادعاء أنه تم إسقاط الصاروخ الباليستي بمنظومة الدفاع الجوي الباتريوت. 
كالعادة (تقافزت) قنوات التلفزة السعودية والإماراتية الى تضليلها المفضوح والادعاء أن الصاروخ (إيراني)، في محاولة يائسة للتقليل من أهمية الإنجاز الذي استهدف قصر اليمامة مقر القرار السعودي الذي يوزع عدوانه منه على اليمن وسوريا والعراق والبحرين ولبنان، وبتوقيت اجتماع هام لقادة النظام السعودي في القصر.
والصفعة الأهم أن عملية الاستهداف جاءت في ختام ألف يوم من الصمود الشعبي مقابل ألف يوم من جرائم العدوان، لتؤكد للعالم إرادة وقدرة الشعب اليمني وجيشه ولجانه وقوته الصاروخية وقيادته السياسية والثورية، لاسيما وأن العملية جاءت بالتزامن مع تصعيد عسكري كبير لدول العدوان، التي تتحدث عن عملية عسكرية حاسمة على الأرض، بمساندة أمريكية مباشرة، بعد أن انفرد عيال زايد بخطط جديدة بالتعاون مع من تبقى من (مليشيا الخيانة)، والسودانيون (فحطوا) وتركوا السعودية لحالها.
حتى الأمم المتحدة التي كانت توفر الغطاء الأممي لهذا العدوان منذ يومه الأول، لم تعد قادرة على تقديم المزيد، مؤخراً قال روبرت كولفيل، المتحدث باسم المفوضية السامية لحقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة، إن ضربات جوية نفذها التحالف بقيادة السعودية في اليمن قتلت 136 من المدنيين وغير المقاتلين خلال الأسبوعين الأخيرين.
الوقائع التي أكدتها الأمم المتحدة تضمنتها 7 ضربات جوية أصابت سجناً في أحد أحياء صنعاء، وأسفرت عن مقتل 45 سجيناً على الأقل يعتقد أنهم موالون لتحالف العدوان.
غير موقف الأمم المتحدة، حتى مواقف الإعلام الغربي لم تعد قادرة على (مجاراة) العدوان وأعماله، حيث هاجمت صحيفة (الغارديان) البريطانية الشهيرة، السعودية على خلفية استمرار عدوانها على اليمن منذ أكثر من ألف يوم، مشيرة إلى أن حرب اليمن تعتبر واحدة من أكبر الجرائم على وجه الأرض.
ونشرت (الغارديان) مقالاً للكاتب أوين جونز، شن فيه هجوماً شديداً على المملكة السعودية، وخص بالذكر ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، وأشارت الصحيفة إلى أن سكوت المواطنين البريطانيين على ما تفعله حكومتهم منحها الحرية للتصرف دون قيود، ومنح السعودية الأسلحة لتتصرف دون رادع في اليمن، مطالباً البريطانيين بـالتحرك سريعاً، ومنع الحكومة من ممارسة هذا الدور باسم الشعب البريطاني.
مواقف متعددة بدأت تتغير بعد انقضاء ألف يوم من الفشل السعودي الأمريكي، وكل من ساندوا السعودية في عدوانها على اليمن لن يكون بمقدورهم إنقاذها من القوة الصاروخية (اللي بتجيب) نهاية حكم (آل سلمان).

أترك تعليقاً

التعليقات