معركة التركيع
 

عبد الحافظ معجب

عبد الحافظ معجب / لا ميديا

يبدو أن التحالف وصل للقناعة الكاملة بالفشل العسكري والأمني والسياسي والإعلامي في اليمن، فقرر السير بمعركة الإذلال ومحاولة التركيع، وهي المحطة الأخيرة كما يبدو لي قبل الذهاب إلى التسوية السياسية.
أنطلق بتخميناتي هذه من المستجدات الأخيرة، والتي ليس أولها جريمتا اغتصاب فتاة الخوخة وقتل النازحين في مخيم الحالي بمدينة الحديدة، ولن يكون آخرها مؤتمر الاستجابة الإنسانية الذي يحاول إظهار اليمن بمظهر العاجز والفاشل، الذي يموت جوعاً، ويحتاج لمن يمد له يد العون والمساعدة.
بحسب سجلات العار لمرتزقة البشير في دارفور، فقد تم استخدام سلاح الاغتصاب بشكل ممنهج لإذلال السكان وإهانتهم وكسر شوكتهم، واستخدام ذات السلاح من قبل مرتزقة البشير في عدن والمخا والخوخة، هو لذات الأهداف، التي يعتقد العدوان أنه من خلالها سيكسر إرادة اليمنيين.
منذ 3 أعوام فشلت كل من السعودية والإمارات، ومن خلفهما أمريكا وإسرائيل، في تحقيق أي إنجاز يذكر، غير أنهم مستمرون في قتل الأبرياء من النساء والأطفال، للضغط على القيادة بدماء وأشلاء المدنيين، وعلى الرغم من فشل هذا الأسلوب بشكل كامل، إلا أن الرياض وأبوظبي عادتا لاستخدامه في إطار معركة الإذلال.
أما بخصوص مؤتمر الاستجابة الإنسانية الذي عقد تحت قبة مجلس الأمم المتحدة في جنيف، فقد فتح مرتزقة العدوان باب التسول باسم اليمن الكبير، ولم يجمعوا سوى مليارين و960 مليون دولار تحت بند ما سموه دعم خطة الاستجابة الإنسانية لليمن. طبعاً هذا التحرك الإذلالي لليمنيين جاء بعد 3 سنوات من (الخرط) السعودي ومساعدات مركز الملك سلمان التي قالت إحصائيات نجوى قاسم وبدر الربيعة إنها تجاوزت الـ8 مليارات دولار.
الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، افتتح الجلسة، مؤكداً أن اليمن يعيش أسوأ كارثة إنسانية في العالم، متحدثاً عن تسوية سياسية لإنهاء ما وصفها بالحرب، مطالباً الدول المانحة لليمن بالإيفاء بتعهداتها، ودعا الأطراف كافة إلى الإبقاء على الموانئ مفتوحة أمام الشحنات الإنسانية والتجارية، متناسياً ربما أن من يغلق ويسيطر على تلك الموانئ نفسها هي دول العدوان التي لم يأتِ على ذكرها، واكتفى بمخاطبة الأطراف الداخلية، وكأن الحرب بين بكيل وحاشد.
وكأن الحرب بين بكيل وحاشد.
السعودية التي عاثت في اليمن عدواناً وحصاراً، هي أول المانحين، حيث تبرعت بـ500 مليون دولار، تلتها شريكتها في العدوان والحصار الإمارات لتتبرع بالمبلغ نفسه. 
الكويت الشقيقة والصديقة كان لها كلمة في الجلسة استنكرت فيها استهداف السعودية بالصواريخ الباليستية، وكأن دول التحالف تستهدف الأراضي اليمنية بالموز والتفاح، داعية للحوار وفق القوانين الدولية، ومتبرعة بمبلغ 250 مليون دولار.
أما الدولتان الكافرتان النرويج وهولندا فقد أكدتا على أن مطار صنعاء هو شريان أساس لليمن، داعيتين إلى فتحه على الفور، مشيرتين إلى أن إغلاق العدوان لموانئ اليمن ليس حلاً على الإطلاق، وتبرعت الأولى بـ22 مليون دولار، والثانية بـ16 مليوناً.
على مدى الأعوام الماضية عقدت العديد من المؤتمرات والاجتماعات تحت عنوان دعم اليمن، إلا أن كل تلك المؤتمرات لم تكن سوى بيع للوهم، فاليمن لا يحتاج للمساعدات، ولو حسبناها بالعقل والمنطق، كيف يساعدون اليمن وهم يدمرونه كل يوم، كيف يساعدوننا وهم يحاصروننا، الغرض مش المساعدة ولا الالتفات للجانب الإنساني أبداً، الغرض هو الاستمرار بالإهانة والإذلال لليمن واليمنيين، ولكن هيهات، فهذا العظيم لا يهان ولا يذل.

أترك تعليقاً

التعليقات