برنامج الجوع العالمي
 

عبد الحافظ معجب

عبدالحافظ معجب / لا ميديا -

برنامج الغذاء العالمي وفق التصنيفات والتعريفات الدولية هو أكبر منظمة للإغاثة الإنسانية، ويتخصص بمكافحة "الجوع" في جميع أنحاء العالم، ويقول القائمون على هذا البرنامج إنهم يقدمون الغذاء في حالات الطوارئ لمن هم في حاجة إليه لإنقاذ أرواح ضحايا الحروب والصراعات الأهلية والكوارث الطبيعية. 
برنامج الغذاء وبقية منظمات الأمم المتحدة تلعب دور الوسيط أو المقاول، حيث توفر الحكومات والدول التمويل لهذه المنظمات، فتقوم المنظمات بالدور الميداني بدلاً عن الحكومات في تقديم الإغاثة وممارسة أنشطتها الخدمية، إلا أن ما حدث ويحدث في اليمن مختلف تماماً في مسألة التنفيذ، فاليمنيون يسمعون جعجعة ولا يرون طحيناً.
ولمن لا يعرف هذا البرنامج فهو إحدى منظمات الأمم المتحدة ويعتمد في تمويله على التبرعات الطوعية، تركز نشاطه في اليمن منذ الأشهر الأولى للعدوان على اليمن، وعلى الرغم من مرور أربعة أعوام من الجوع والحصار والمجاعة إلا أن برنامج الغذاء العالمي لم يطعم جائعاً ولم يقدم الغذاء لأحد، وكافة أنشطته "بيانات صحفية" واتهامات للسلطات بأنها تسرق المساعدات.
في كثير من الدول التي عملت فيها المنظمات الدولية كان العاملون في هذه المنظمات يقدمون المساعدات والغذاء للمحتاجين والمتضررين من الحروب، إلى جانب نشاطهم في خدمة أجهزة الاستخبارات الغربية بجمع المعلومات ورفع الإحداثيات وتنفيذ المسوحات الميدانية لتنقل الجنود والآليات والحركة العسكرية على الأرض، واستغــــلال الغطــــــــاء الإنساني
الذي يوفر الحماية للعاملين في هذه المنظمات. أما في اليمن فنشاط هذه المنظمات اقتصر على جانبين اثنين فقط ولا مجال فيهما لخدمة المحتاجين والمتضورين جوعاً.
الجانب الأول هو العمل الاستخباراتي والأمني وإدخال ضباط أجانب إلى البلاد ورفع تقارير ومعلومات عسكرية وإصدار بيانات صحفية تدين الضحية وتبرئ الجلاد.
والجانب الثاني يتمثل بالتلاعب بالملايين والمليارات تحت عناوين النفقات التشغيلية، واستيراد المواد الغذائية الأقل جودة وقريبة الانتهاء أو منتهية الصلاحية وغير الصالحة للاستهلاك الآدمي لقتل المزيد من الأبرياء.
وعندما تقوم أجهزة الأمن والسلطات بضبط هذه المواد التالفة من مواد غذائية كانت مخصصة لتوزيعها للشعب اليمني، تتوالى بيانات الإدانة والتنديد من "برنامج الجوع العالمي" بأن السلطات تمنع وصول هذه المساعدات لمستحقيها دون فتح تحقيق واحد من قبل البرنامج أو الأمم المتحدة حول جودة ما تم حجزه من شحنات تالفة أو فاسدة، واتهامات البرنامج لمن يصفهم "بميليشيا الحوثي" بسرقة شحنات مساعدات الإغاثة ليست سوى تغطية عن ملايين الدولارات التي أهدرت وتمت سرقتها من قبل العاملين في البرنامج.
كثيرة هي مخالفات وتجاوزات الغذاء العالمي في اليمن، منها الحريق المفتعل الذي نشب في مخازن البرنامج في الحديدة المسماة بـ"الكبوس" واندلعت نيران هذا الحريق بعد أن تم ضبط شحنة "بزاليا مسوسة"، ليأتي حريق المخازن قبل ساعات قليلة من "جرد" كان مقرراً صباح اليوم التالي لإخفاء ما يتم سرقته ونهبه.
أضف إلى ذلك صفقة إبرام عقد بين البرنامج وشركة وورلد لينك على توفير كمية كبيرة من "الطبليات" لمخازن البرنامج وتضمن العقد أن تكون "الطبليات" جديدة، غير أن ما تم توريدها كانت مستخدمة وغير نظيفة واشبه بالتالفة مع فارق السعر وتم استخدامها بشكل طبيعي وكأن شيئاً لم يكن.
وصفقات القمح التالف التي وصلت إلى ميناء عدن وكانت مخصصة لسكان عدن والحديدة وكميات كبيرة من "التونة" و"حلاوة الطحينية" تم ضبطها في عدد من مديريات الساحل الغربي وهي تالفة ومنتهية الصلاحية، كل هذه البلاوي جزء بسيط من مصائب "برنامج الجوع العالمي" في اليمن، صاحب الاتهامات المتكررة لسلطات الأمن التي تضبط مواده التالفة قبل أن تقتل اليمنيين.

أترك تعليقاً

التعليقات